رفع نظام المخزن من وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني، بشكل "هستيري"، ليشمل كل القطاعات تقريبا في وقت وجيز، بما فيه قطاع النقل الجوي، حيث تم، يوم الأحد، اطلاق أول رحلة طيران مباشرة بين المغرب و الكيان الصهيوني، رغم تحذيرات المنظمات الحقوقية، و مناهضي التطبيع، من التطبيع السياحي الذي اعتبروه بمثابة "استعمار جديد للمملكة". و حسب ما ذكرته وسائل اعلام مغربية, تم يوم الاثنين, على هامش الرحلة "التدشينية" للخط المباشر الرابط بين المغرب و الكيان الصهيوني, التوقيع على اتفاقية بين الخطوط الملكية المغربية, و شركة الخطوط الجوية للكيان الاسرائيلي "ستمنح الإسرائيليين عرضا إضافيا ومتنوعا من الرحلات نحو المغرب وإفريقيا". و يضاف الى هذا "العرض", الامتيازات التي منحتها السلطات المغربية, للصهاينة, فيما يتعلق بأسعار التذاكر. و حذر رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الامة عبد الصمد فتحي, في مقال سابق له تحت عنوان "تسونامي التطبيع بالمغرب ..السنة السوداء" من التطبيع السياحي. و أكد ان افتتاح خط جوي مباشر بين الكيان الصهيوني والمغرب يهدف الى"تمكين الصهاينة من غزو المغرب من بوابة السياحة, و هذا بعد أن أصبحت الأبواب مشرعة لجحافل المستوطنين المحتلين, لدخول أرض الوطن". و أبرز في هذا الاطار أن فتح خطوط جوية مباشرة بين المغرب والكيان المحتل, يهدف ايضا الى "مضاعفة أعداد الزائرين الصهاينة أربع مرات على ما كانت عليه قبل الاتفاق المشؤوم, و تحقيق 200 ألف غازي صهيوني سنويا, وذلك بإشراك شركة الكيان الصهيوني للطيران, و التي ستقوم بأربع رحلات أسبوعية بين الكيان الصهيوني والمغرب". كما ابرز أن من التناقضات الصارخة في هذا النوع من التطبيع, أن ثمن الرحلة من المغرب الى دول الجوار تساوي وقد تتجاوز ثمن الرحلة من المغرب الى الكيان الصهيوني", مشددا على أنه كان الأولى لنظام المخزن دعم الرحلات الجوية الداخلية, التي تصل إلى أكثر من 2000 درهم بين مدينة الدار البيضاء وطنجة مثلا, أي ثلثي ثمن التذكرة إلى مطار الكيان الصهيوني. و أدان الحقوقي المغربي, فتح هذا الخط المباشر, الذي يندرج في "خانة الخيانة و الإجرام التطبيعي, والسقوط الأخلاقي", لأسباب متعددة منها انه استقبال للقتلة والمجرمين, و مكافاة لمن هاجر من المغرب لينخرط في مشروع صهيوني, وليحتل أرضا عربية ويقتل ويشرد شعبها المسلم". و أكد ذات المتحدث, أنه إذا كان التطبيع السياحي "خيانة وجريمة", فهو لا يخلو كذلك من مخاطر على المغرب على مستويات عدة, منها "إضعاف مناعة الشعب من فيروس الصهيونية مما يمهد للاختراق الفكري والوجداني للمشروع الصهيوني للشعب المغربي". الى جانب ذلك, فالتطبيع السياحي, حسبه, "يسهل عملية التجسس والتجنيد لصالح الكيان الصهيوني ضد مصلحة الوطن والأمة وفي قلبها القضية الفلسطينية, ويساهم في نشر الفساد بتشجيع السياحة الجنسية, كما يساهم في دعم وتقوية لوبيات التطبيع ببلدنا وجعلها أدوات تنفيذ لمشاريعها التخريبية". و وفق رئيس الهيئة المغربية لنصرة الامة, فان خطر التطبيع السياحي يكمن أيضا في "تسهيل عملية تنزيل المخططات الصهيونية, لأنه عدو وصاحب مشروع توسعي عنصري ", مشددا على أنه "من الوهم الاعتقاد أن وجود الصهاينة في المغرب سينحصر في الاستجمام". ناهيك على ان خطر هذا النوع من التطبيع, يضيف عبد الصمد فتحي, يكمن في "تهديد الاستقرار والوحدة المجتمعية, بدعم العنف وإثارة النعرات العرقية".