أكد ممثل جبهة البوليساريو في نيوزيلاندا و أستراليا، محمد كمال فاضل، يوم الأحد، أن تغير الموقف الإسباني إزاء قضية الصحراء الغربية "لا يعني شيئا بالنسبة للصحراويين ولا يساوي الورق الذي كتب عليه"، مشيرا بأن مصيره سيكون "الفشل". و قال كمال فاضل في تصريح ل/وأج أن "الرسالة التي بعثها رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز إلى ملك الاحتلال المغربي, بالنسبة لنا كصحراويين لا تعني شيئا وغير مهمة, ولا تساوي حتى الورق الذي كتبت عليه.. مصيرها هو سلة المهملات", مشيرا إلى أنها لا تختلف عن تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب, التي اعترف فيها ب "سيادة" المغرب المزعومة على الصحراء الغربية. لكن, شدد المسؤول الصحراوي على أن الموقف الجديد لإسبانيا "يتناقض مع القانون الدولي والشرعية الدولية", مشيرا الى أنه من المعروف بأن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار لازالت مدرجة على طاولة الأممالمتحدة. و في السياق, لفت الى أن "اسبانيا رضخت لابتزاز وضغوط النظام المغربي.. سيكتب التاريخ أن هذا الموقف هو خيانة جديدة وطعنة أخرى في ظهر الشعب الصحراوي". اقرأ أيضا: الوزير الأول الصحراوي : قرار سانشيز "تنازل" أمام ابتزازات المغرب من جهة أخرى, حسب المتحدث, يعتبر هذا القرار "تشجيعا للنظام المغربي للتمادي في عرقلة مجهودات الأممالمتحدة و انتهاك القانون الدولي, ولا شك أن هذا الموقف سيضر بمصالح اسبانيا في المنطقة خاصة, لأنه موقف منحاز الى طرف محتل قام باحتلال منطقة كانت بصدد التحضير للحصول على الاستقلال". و تابع كمال فاضل بأن قرار رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز "يقوض دور إسبانيا في النزاع القائم بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية, لأن اسبانيا تعتبر أحد أعضاء ما يسمى بأصدقاء الصحراء الغربية في الأممالمتحدة", مؤكدا أنه "كان عليها التصرف بمسؤولية". و استطرد بالقول: "ولكن من جهة أخرى, هذا القرار لا يعطي للنظام المغربي أي سلطة أو سيادة على الصحراء الغربية, كون السيادة ملك للشعب الصحراوي, وهذا الأخير لديه كامل الحق في تقرير مصيره, كما أنه لن يغير من طبيعة القضية الصحراوية ووضعها القانوني". و طالب السيد فاضل اسبانيا ب "تحمل مسؤولياتها التاريخية, فهي التي تسببت في مأساة الشعب الصحراوي التي تدوم منذ أكثر من 46 سنة". و أشاد ممثل جبهة البوليساريو في نيوزيلاندا وأستراليا برد الفعل الداخلي في اسبانيا, قائلا إنه "كان ملفتا ومشجعا, ويظهر مدى تضامن الشعب الاسباني مع نظيره الصحراوي, لأن الكثير من الاسبانيين يشعرون بالذنب, كون بلادهم تخلت عن مستعمرتها السابقة وعرضت الشعب الصحراوي لكثير من المأساة". و أشار كمال فاضل إلى تظاهر آلاف الاسبان, أمس السبت, أمام وزارة الخارجية الاسبانية, "وهو أمر يثلج الصدر ويعطي أملا كبيرا بأن قرار بيدرو سانشير سيكون مصيره الفشل, وسيتغير في المستقبل". ==نيوزيلاندا تبحث عن مصادر جديدة لاستيراد الفوسفات بعيدا عن الصحراء الغربية== و حول السفينة التي وصلت مؤخرا الى نيوزيلاندا, محملة بشحنة من الفوسفات المنهوب من الصحراء الغربية, قال الدبلوماسي الصحراوي إن قيمتها تقدر بحوالي 10 ملايين دولار, مؤكدا أن "استمرار عمليات نهب الفوسفات الصحراوي مناقض للقانون الدولي ومشاركة في سرقة الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي, رغم تأكيد المحكمة العليا حتى في نيوزيلاندا أن مشاركة الشركات النيوزيلاندية في عمليات النهب بالتنسيق مع المغرب, يمس بسمعة ومكانة البلد". و ذكر بالعديد من المواقف الرافضة للأمر, على غرار اللجنة النيوزيلاندية للتضامن مع الشعب الصحراوي, التي أكدت أن نيوزيلاندا بموقفها هذا "تكيل بمكيالين", ودعت, حسبه, إلى إصدار أمر بالوقف الفوري للاستيراد غير الشرعي للموارد الطبيعية الصحراوية, مع الإشارة الى أن الاستمرار في هذا النهب يضر بمكانة نيوزيلاندا, ومنه على تلك الشركات "مراجعة الموقف بشكل عاجل, وهو نفس الموقف الذي مضت عليه النقابات النيوزيلاندية التي رفضت هكذا ممارسات". و قد دعت الحكومة النيوزيلاندية, وفق كمال فاضل, الى اجتماع مع جميع الشركات المتورطة في عمليات النهب, وطلبت منها القيام ب"عمل جاد وفوري لإيجاد مصادر لاستيراد الفوسفات, بعيدا عن الصحراء الغربية, وهو أمر ايجابي". و أبرز الدبلوماسي الصحراوي أن الشركات المعنية شرعت في البحث عن مصدر آخر بالفعل "وفي حقيقة الأمر هي متورطة وفي ورطة, لأن مصادر الفوسفات محدودة في العالم, ونيوزيلاندا تعتمد عليها اعتمادا كبيرا, الا أنهم يعلمون علما يقينا أنه يتوجب عليهم ايقاف هذا الاستنزاف للثروات الصحراوية, عاجلا أم آجلا".