أكد وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية، هشام سفيان صلواتشي، اليوم السبت من بومرداس بأن الجزائر تشهد انطلاقة "فعلية" لانشاء أسطول بحري متخصص في الصيد بأعالي البحار و البداية من ميناء زموري حيث تم وضع في الخدمة أول سفينتين من الحجم الكبير صنعتا بأيادي جزائرية. وقال الوزير في تصريح صحفي عقب إشرافه، رفقة وسيط الجمهورية، إبراهيم مراد، ووفد من البرلمان بغرفتيه، على مراسيم تدشين سفينتين (35 متر) أنجزتهما مؤسسة خاصة بنسبة إدماج 60 بالمائة، بأن "هذا الإنجاز الأول من نوعه وطنيا هو بمثابة مؤشر جاد و انطلاقة فعلية ضمن تطلعات و مساعي القطاع لإنشاء هذا الأسطول". وأضاف ذات المسؤول بأن عملية تدشين هاتين السفينتين، التي تندرج في إطار سياسة الحكومة لترقية و تنمية نشاطات القطاع لا سيما في مجال بناء السفن من الحجم الكبير، ستكون متبوعة قريبا بتسليم ووضع في الخدمة، على مستوى نفس هذا الميناء، لسفينة ثالثة مماثلة هي قيد الإنجاز حاليا بالإضافة إلى سفينتين بميناء تلمسان بطول 37 مترا. ويرى الوزير بأن نشاط بناء السفن من الحجم الكبير يعرف "انتعاشا غير مسبوق في تاريخ القطاع" و يكرس أكثر بعد قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أكتوبر 2021، الرامي إلى مرافقة المستثمرين في هذا المجال لتسهيل حصولهم على أوعية عقارية لتوسيع النشاط. وكشف السيد صلواتشي في هذا الإطار، على استفادة الى حد اليوم، جراء ذلك القرار، 15 مستثمرا من 12 ولاية من أوعية عقارية "ما يساهم حاليا في إنعاش نشاط بناء السفن من الحجم الكبير و التوجه نحو ترقية القطاع ليصبح قطبا قاريا في المجال". ويتوخى من إنشاء هذا الأسطول، استنادا إلى الوزير، المساهمة في "الرفع من القدرات الوطنية الإنتاجية الصيدية لضمان و توفير الأمن الغذائي و استرجاع الجزائر لريادتها في هذا النشاط الحيوي". ومن شأن إنشاء هذا الأسطول، المدرج في إطار نظام بيئي يسمح بتطوير هذا النشاط إقتصاديا، كما أكد نفس المسؤول، "تخفيض الواردات في المجال بالعملة الصعبة حيث وفرت عملية إنجاز ووضع في الخدمة للسفينتين المذكورتين والثالثة التي هي قيد الإنجاز أزيد من 7 ملايين دولار ما يعادل أزيد من واحد مليار دج". إقرأ أيضا: بومرداس: دخول أول سفينتي صيد في أعالي البحار من صنع جزائري حيز الخدمة كما سيساهم هذا الأسطول، يضيف السيد صلواتشي، في "تسهيل عمليات استقطاب المؤسسات الأجنبية الكبرى المتخصصة في المجال بغرض الاستفادة من تجاربها ومن التحويل التكنولوجي و التكوين العالي المستوى". ومن جانبه، أشار وسيط الجمهورية، في تصريح صحفي عقب الزيارة، إلى أن إنجازات قطاع الصيد تندرج في إطار سياسة رئيس الجمهورية الرامية إلى "الاعتماد على الإمكانيات و القدرات الوطنية" في شتى المجالات التنموية، مؤكدا بأن قطاع الصيد البحري "عنصر هام و حيوي في هذا المجال". ولدى تنويهه بما تم تحقيقه في مجال بناء السفن من الحجم الكبير بميناء زموري، قال السيد مراد بأن رئيس الجمهورية "يحرص كل الحرص على أن يستعيد القطاع مكانته" و "يستغل كل قدراته المتوفرة من أجل أن يلعب دوره الفعال كاملا" في مجال المساهمة في التنمية الاقتصادية الشاملة للبلاد. وفيما تعلق برفع العراقيل عن المشاريع الاستثمارية، جدد وسيط الجمهورية التذكير بأنه تم رفع العراقيل عن أزيد من 900 مشروع استثماري عبر الوطن، من بينهم ما يزيد عن 500 مشروع دخل حيز الإنتاج حاليا. واستحدثت هذه المشاريع الأخيرة، كما أضاف، أكثر من 32000 منصب شغل، مع التطلع إلى استحداث 52000 منصب شغل مع دخول المشاريع الأخرى حيز الاستغلال. وفي هذا الصدد، أكد السيد مراد على ضرورة مرافقة ومساعدة المستثمرين وإعانتهم إلى غاية إنجاز مشاريعهم و دخولها حيز الاستغلال بغرض خلق الثروة و مناصب شغل إضافية.