أبرز المشاركون في الملتقى الدولي الخامس عشر للطريقة التيجانية، الذي افتتحت فعالياته يوم الخميس بمقر الخلافة العامة للطريقة التيجانية بعين ماضي، بولاية الأغواط، جوانب من مآثر الشيخ عبد الجبار التيجاني الذي وهب حياته للجهاد والتربية والدعوة إلى الدين الحنيف. و أكد متدخلون في هذا اللقاء الذي حمل عنوان "سيدي عبد الجبار ... المجاهد الصادق و المربي الحكيم", أن الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني قدم نموذجا رائعا خلال الثورة التحريرية المظفرة في الدفاع عن الجزائر ومقومات الأمة, في إطار نشاط الخلافة العامة للطريقة التيجانية بولاية الأغواط التي شكلت واحدة من قلاع الجهاد ضد المستعمر الغاشم. و في هذا الصدد, أوضح وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, في كلمة افتتاحية ألقاها نيابة عنه رئيس ديوان الوزارة, عبد الحفيظ خلاف, ''أن الزاوية التيجانية لها بصمة واضحة في مسار الثورة التحريرية المجيدة من خلال ما قدمته من رجال ضحوا بالنفس و النفيس ومن بينهم الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني, الذي ساهم كثيرا في توعية و شحذ همم المجاهدين خاصة من مريدي الطريقة التيجانية لما لها من تأثير إيجابي عليهم'', فضلا على أنه "كان يتقدم الصفوف الأولى في المعارك الجهادية مما لخص بحق شخصية القائد العالم الثائر". و من جهته, أكد الخليفة العام للطريقة التيجانية, الشيخ علي بلعرابي, في كلمة ألقاها نيابة عنه نجله الشيخ عمار بن علي التيجاني, أن مآثر الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني تجسد حقيقة ثنائية الجهاد من جهة و الدعوة إلى الإسلام و السلام من جهة أخرى. و بدوره أشار والي ولاية الأغواط, عبد القادر برادعي, أن هذا الملتقى يعتبر سانحة حقيقية للتعرف عن قرب على إحدى صفحات التاريخ الناصعة و فرصة للتعرف على ما قدمه أبناء ولاية الأغواط خلال الثورة التحريرية المظفرة و التي تعتبر – كما قال '' قلعة من قلاع الجهاد و منارة للعلم و العلماء باعتبار أنها تحتضن مقر الخلافة العامة للطريقة التيجانية ودورها الريادي الذي كانت تقوم به خلال تلك الفترة الإستعمارية''. اقرأ أيضا : جهاد الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني محور الملتقى الدولي ال 15 للطريقة التيجانية و تطرق الوالي كذلك إلى مسار الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني الجهادي, الذي امتد من 1956 إلى غاية الإستقلال, قائلا '' أنه من الصعب ذكر كل فضائل الرجل التي جمعت بين ثناياها القوة في استرجاع الحق يصاحبها اللين و الهمة في إصلاح ذات البين ودعم الأشقاء العرب, ومساندة القضية الفلسطينية العادلة, وسعيه إلى محاربة المد الصهيوني''. و بخصوص تدخلات الوفود الأجنبية, فقد اعتبر السيد عبد الرحمن سعيد من السودان ''أن الثورة الجزائرية تعتبر مرجعية الثورات و التحرر في كل بلدان العالم'', مبرزا في ذات الوقت جهود الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني للتحضير لإنطلاقة الثورة التحريرية المجيدة, ومن بينها مساعيه لدى بعض الدول العربية ومن بينها السودان للحصول على العتاد الحربي. و أكد السيد سعيد في ذات السياق أن الطريقة التيجانية ورجالاتها قد ساهمت في الترويج للثورة التحريرية الجزائرية قبل اندلاعها, كما شاركت أثناءها, وساهمت بعدها في الحفاظ على حرية و استقلال الجزائر. و أشاد بالمناسبة بجهود السلطات الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, في دعم القضايا التاريخية للأمة, وكذا الجوانب العلمية و الدينية المتعلقة بالهوية. و من جهته, ذكر البروفيسور عبد العزيز راس المال, ممثل مخبر الدراسات الإفريقية لجامعة الجزائر ( 2 ) في تدخله, أنه يسعى لتجسيد تبادل مشترك بين المخبر و الزاوية التيجانية من أجل بعث التاريخ المجيد لأبنائها و تقديم وجه حقيقي لمآثرها و ما قدمته من جانب منهجي علمي أكاديمي. و قدم في هذا الصدد نموذجا لشخصية الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني لما تحمله من خصال وخصائص هامة تستحق – كما قال-- أن "تدرس بعناية كبيرة لما لها من بعد علمي و جهادي". و تناول المجاهد ضابط جيش التحرير الوطني الحاج محمد العميش في مداخلته خلال هذا اللقاء بعض المذكرات و الشهادات الحية حول كفاح الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني. و تطرق باقي المتدخلين إلى البعد العلمي و الجهادي لمسار الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني, على أن تختتم هذه الندوة بتوصيات, حسب المنظمين. و يشهد هذا الملتقى الذي تتواصل أشغاله على مدار يوم واحد ويحمل أيضا شعار "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" حضورا لضيوف وأتباع الطريقة التيجانية من داخل وخارج الجزائر. و ينظم هذا اللقاء برعاية وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق و بمساهمة مخبر الدراسات الإفريقية لجامعة الجزائر (2).