فازت يوم السبت ثلاثة مشاريع مبتكرة في مجال التكنولوجيات المالية أنجزتها مؤسسات ناشئة جزائرية بالطبعة الثانية من مسابقة تحدي المؤسسات الناشئة "فينتاك". وتم الكشف عن المشاريع الفائزة خلال الحفل الختامي لهذه الطبعة الثانية من المسابقة، بحضور الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، ياسين المهدي وليد، ووزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تريكي. وفازت هذه المؤسسات الناشئة بعد جلسة عرض مشاريعهم المبتكرة حول أربعة مواضيع مختلفة تتعلق بعالم المال. ويتعلق الأمر بموضوع "Insurtech" الذي وقع خيار لجنة التحكيم على مشروع "Smart Insurance Solution" المتخصص في مهن التأمين في الجزائر والذي يعتمد على أدوات تكنولوجية مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. وقد وقعت هذه المؤسسة الناشئة على هامش هذا الحفل اتفاقية مع "كاش للتأمينات" (Cash Assurances) للاستفادة من مرافقة من قبل هذه الشركة في تطوير حلها. وفيما يتعلق بموضوعي "Fintech" و"Paytech"، فقد فاز مشروع "Slick-pay" الخاص بمنصة دفع جزائرية بنسبة 100 في المائة. أما بالنسبة لموضوع "Legaltech" الذي يستهدف الجهات الفاعلة في التنظيم المالي، فقد اختارت لجنة التحكيم مشروع "Value Grid" الذي يقترح حلولا مشتركة بين القطاعات تعتمد على الذكاء الاصطناعي توفر إمكانات المعالجة الآنية للبيانات التعاقدية والمالية. وبهذه المناسبة، أشار الوزير المنتدب إلى أن المؤسسات الناشئة تلعب دورا "مهما" في تطوير التكنولوجيات المالية الجديدة في الجزائر، من خلال الاستجابة للاحتياجات التي يعبر عنها الفاعلون في السوق المالية، مثل البنوك وشركات التأمين، بالإضافة إلى مرافقتهم في رقمنة الخدمات المبتكرة والحديثة التي يقدمونها لزبائنهم. وأوضح السيد وليد أيضا أن التكنولوجيات المالية مجال "يتوسع بقوة" عبر العالم، مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات الناشئة الأفريقية التي تنشط في مجال التكنولوجيات المالية تفوق قيمتها واحد مليار دولار. وأكد أيضا على الدور الذي تؤديه المؤسسات الناشئة تطوير أدوات الشمول المالي في الجزائر بتقريب زبائن البنوك وشركات التأمين، و"المساهمة في التقليل من استعمال الأموال نقدا". كما ذكر الوزير المنتدب بإطلاق الحكومة لأحد الورشات الاقتصادية "الأكثر أهمية" فيما يخص مراجعة قانون العملة والقرض الرامي إلى عصرنة القطاع البنكي والمجال المالية في الجزائر من أجل "الخروج تدريجيا من التبعية للأموال النقدية. من جهتها، اوضحت نسرين زياد، أحد المؤسسين لحاضنة "لينكيباتور" (Leancubator)، منظمة المسابقة، أن الطبعة الثانية تتناول مساهمة المؤسسات الناشئة في الشمول المالي، من خلال "المساهمة في تأمين وسائل الدفع الالكترونية وتوفرها وتسهيل العمل بها". وأشارت أيضا إلى استحداث تحديات في الابتكار المفتوح خلال هذه الطبعة، عبر مطالبة المؤسسات الناشئة بتطوير حلول تستجيب للحاجيات التي يعبر عنها المتعاملون في المجال المالي والبنكي في المواضيع المتعلقة بالتقنية المالية وتقنية التأمينات وتقنية الدفع والتقنية القانونية. واختارت اللجنة المكونة من خبراء في هذه المجالات في البداية 62 مؤسسة ناشئة من بين 152 مسجلين، كانوا قد اجتازوا المرحلة الثانية من الاختيار ليصل في الأخير العدد إلى 11. وجرى اختتام الطبعة 2022 بحضور الفاعلين في المجال المالي بالجزائر، ومن بينهم البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية الأخرى. ونظمت هذه الطبعة في إطار الطبعة الرابعة لبرنامج "تحدي المؤسسات الناشئة في الجزائر"، بتنظيم من الحاضنة "لينكيباتور" (Leancubator). وعلى هامش الحفل، نشط خبراء ومهنيو القطاع المالي جلسات تتناول مواضيع الساعة، لاسيما مساهمة المؤسسات الناشئة والتكنولوجيات في تحقيق هدف الشمول المالي.