يزداد لهيب الأسعار الذي أحرق جيوب المواطن المغربي، وترتفع معه الأصوات التي تطالب حكومة المخزن بالخروج من "غيبوبتها السياسية"، بعد ثبوت عجزها عن اتخاذ إجراء للحد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. و يتواصل احتجاج الشارع المغربي على أصعدة مختلفة, يتقدمها ارتفاع اسعار المواد الواسعة الاستهلاك, بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات, وعدم اتخاذ حكومة المخزن أي تدابير للحد من الأزمة, الأمر الذي دفع بحزب "حركة الشعب" الى مطالبة حكومة أخنوش ب"الخروج من غيبوبتها السياسية وعقمها التواصلي والإقدام على إصلاحات مستعجلة". و دعا المكتب السياسي للحزب, في بيان له صدر عن اجتماع خصص لتدارس الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن الارتفاع غير المسبوق لأسعار المحروقات ومختلف المواد الغذائية والسلع والخدمات, الحكومة المغربية الى "التجاوب مع مطالب المواطنين المتضررين من أزمة الاسعار", مشددا على ضرورة "اتخاذ قرارات جريئة لوقف تداعيات الغلاء والوباء وشح الماء". و اتهم الحكومة ب "التخلف عن إطلاق أي مبادرة والعجز البين عن اتخاد أي إجراء من شأنه الحد من الآثار السلبية لهذه الأزمات", مؤكدا على ضرورة "وضع حد لعنادها السياسوي" لمجابهة الأوضاع التي تزداد تأزما وتعقيدا في المملكة المغربية, والتي يدفع فاتورتها المواطن المغربي. كما أدان الحزب ما وصفه ب "تمادي الحكومة في تبريراتها الواهية وفي الاختباء وراء الأسس الدولية للأزمة, دون تقديم أي بديل اقتصادي أو اجتماعي أسوة بمجمل بلدان العالم". و تساءل الحزب بهذا الصدد, عن مبرر حكومة عزيز أخنوش وراء "عدم تدخلها لمراجعة أسعار المحروقات, من خلال التسقيف المؤقت طبقا لأحكام قانون حرية الأسعار والمنافسة, وتخفيض رسوم الاستيراد والضريبة على الاستهلاك, وفتح الحوار مع الشركات المهيمنة على سوق المحروقات لمراجعة هوامش الأرباح الضخمة المسجلة في ظل الوباء والغلاء". و استفسر في السياق, عن سبب صمتها في ظل التراجع غير المسبوق في أسعار المواد النفطية في الأسواق العالمية. هاشتاغ "أخنوش ارحل" لمواجهة غطرسة أخنوش ومن يقف خلفه و تواجه حكومة أخنوش غضبا شعبيا أخذ منحى تصاعديا, حيث زلزل هاشتاغ "أخنوش ارحل" الفضاء الأزرق, إذ حصد تفاعلا منقطع النظير لدى اطلاقه في أقل من 24 ساعة, احتجاجا على استمرار غلاء أسعار المحروقات, في حملة اعتبرت ضرورية لمواجهة سياسة الحكومة التي وضعت شريحة واسعة من المغاربة في وضعية لا تطاق. فلا زال الإقبال كبيرا على تداول "هاشتاغات" على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك", تطالب بتخفيض أسعار البنزين والغازوال إلى نصف السعر تقريبا الذي يباع بهما حاليا, كما تطالب برحيل رئيس الحكومة المغربية, عزيز أخنوش, باعتباره المسؤول المباشر عن لهيب أسعار المواد البترولية بالمملكة. وتفاعلا مع الحملة, قال عبد العزيز أفتاتي, القيادي بحزب العدالة والتنمية, في تصريحات صحفية إن "هذا التفاعل المتجدد لفعاليات الشعب المغربي في سياق تفاعلات عديدة أخرى سبقت, هي طبيعية ومتوقعة ومطلوبة في مواجهة صلافة وصفاقة وغطرسة الكومبرادور ومن يقف خلفه". و أردف المتحدث يقول أن "المغرب ابتلي بفرض الكومبرادور في 8 سبتمبر بالتضليل والترهيب واستعمال أموال المحروقات المتأتية من شفط 17 مليار, والسبب كما يقولون حاميها حراميها", متعجبا "كيف لمن يعيش باستغلال إمكانات الشعب (مقاصة وصفقات) وبنى ثروة خاصة قارونية بالإمكانات العمومية, أن يفكر في الضعفاء". و طالب أفتاتي بضرورة التحرك ومعالجة الامور للتخفيف على الناس باتخاذ إجراءات, محذرا من ان غير ذلك سيفتح "باب التطورات على مصراعيها, وقد تنفلت الأمور". و تتجاهل حكومة المخزن منذ أشهر غليان الشارع المغربي, على خلفية الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة والوقود, التي سجلت أرقاما قياسية بالبلاد وتتسبب في استنزاف قدرات الجبهة الاجتماعية, مع العلم أن رئيسها هو صاحب الشركة المحتكرة لاستيراد المحروقات وتوزيعها وبيعها بالمملكة.