ابرز أكاديميون و باحثون اليوم الخميس بقصر الثقافة "مفدي زكرياء" بالجزائر العاصمة, المكانة المركزية للثقافة في المشروع الفكري لمالك بن نبي. وأكد المتدخلون المشاركون في منتدى "مالك بن نبي ومسألة الثقافة " الذي نظمته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي, أن الثقافة شكلت "مرتكزا محوريا في المشروع الفكري" لمالك بن نبي منذ بداياته الأولى. كما أبرزوا أهمية "التعريف بتراث هذه المفكر الموسوعي لدى الجيل الجديد واستلهام حلول من اعماله و أفكاره التي طرحها في أربعينيات القرن الماضي و التي تقدم حلولا لمشاكل معاصرة". و في مداخلة قدمها بعنوان '' هاجس الثقافة عند مالك بن نبي : هل الإنسان كائن ثقافي قبل كل شيء؟ "، أوضح الأستاذ مولود عويمر ، من جامعة الجزائر 2، أن "الثقافة كانت حاضرة دائما في أعمال المفكر الجزائري مالك بن نبي (1905-1973) سواء في مؤلفاته الأولى مثل "شروط النهضة" و"مشكلة الثقافة" أو في كتاباته الأخيرة "إنتاج المستشرقين" و"مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي". وأكد ذات المتحدث أن الثقافة شكلت محورا مركزيا في مشروع مالك بن نبي الفكري باعتبارها "المحدد الأساسي في تفسير حركة التاريخ وتحليل الواقع العربي الإسلامي" وذلك من خلال إصراره على استحضار الثقافة لدراسة دور الإنسان في التحولات الإجتماعية وتحليل تفاعله مع حركة التاريخ وتحديد إسهامه في التراكم الحضاري. بدورها , إعتبرت الأستاذة شيكو يمينة , من قسم الفلسفة بالمدرسة العليا للأساتذة في مداخلتها " البعد الحضاري لمفهوم الثقافة حسب مالك بن نبي" أن "الشغل الشاغل لفكر مالك بن نبي كان مشكلة تحضر العالم الإسلامي" فهي قضية وطيدة الصلة بمسألة الثقافة في نظره لأن هذه الأخيرة تشكل "القاعدة التي تبنى عليها الحضارة". من جانبه أشار منير بهادي , المدير العام للمكتبة الوطنية الجزائرية, الى تجربة بن نبي الفكرية التي تميزت بخصوصية "الانفلات من المنحى المنهجي الأحادي والرؤى المغلقة التي وجهت الأنساق الفكرية" موضحا أن " فكر مالك بن نبي يتسم بالصرامة و الابداع وتميز عن باقي المفكرين من العالم العربي و الاسلامي". تجدر الإشارة إلى أن منتدى "مالك بن نبي ومسألة الثقافة "، شهد توزيع جوائز "البطولة الوطنية للقراءة - مالك بن نبي" في إطار إحياء الذكرى ال49 لوفاة المفكر.