يناقش باحثون من مختلف الجامعات الجزائرية ومفكرون، مسار وإنتاج المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي، في ملتقى وطني، وعلى مدار يومين ابتداءًا من يوم غد الجمعة والسبت بدار الإمام بالمحمدية بالعاصمة . نظم الملتقى الوطني الأول، مركز رؤية للدراسات الحضارية وهذا بمناسبة مرور 40 سنة على وفاة المفكر الجزائري العالمي مالك بن نبي ، ويتمحور الملتقى ببرنامج ثري تتوزع جلساته على مدار اليومين بداية بالجلسة الأولى التي تتناول »هل نعرف مالك بن نبي؟ «برئاسة الأستاذ عبد الوهاب حمودة، بينما يتمحور الجزء الثاني حول «مالك بن نبي.. راهب الفكر»، من إعداد مولود عويمر، أمّا المحاضرة الثانية فستكون بعنوان »مالك بن نبي من خلال مؤلفاته: التأثير والتأثر«، من إعداد لخضر شريط، وبرمجت في آخر نشاطات اليوم الأول محاضرة بعنوان »ملامح من فكر مالك بن نبي«، من إعداد عمار طالبي. فيما يسلط الضوء، اليوم الثاني للملتقى أسس رؤية مالك بن نبي، برئاسة محمد سعيد مولاي، يتناول العديد من المحاضرات منها »مفهوم الحضارة في فكر مالك بن نبي«، من إعداد عبد الرحمن بن عمارة، » موقع الفكرة الدينية من استراتيجية النهضة عند مالك بن نبي «من إعداد الطيب برغوث، » مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي«، لعمار جيدل. ويتطرق المحاضرون في الجلسة الأخيرة للملتقى »أفكار مالك بن نبيìمن التنظير إلى التدبير، برئاسة الدكتور عمار طالبي، وتتطرق المحاضرة الأولى حول »التربية الحضارية عند مالك بن نبي« لحسين آيت عيسي، وفي المحاضرة الثانية يناقش المشاركون »مشروع النهضة لدى مالك بن نبي مع رؤية اقتصادية «من إعداد محمد ناصر ثابت، إلى جانب التطرق إلى المستقبل في إدراك مالك بن نبي لمحمد سليم قلالة. كما سيكون الملتقى فرصة لعرض وبيع كتب مالك بن نبي وبعض ما كُتب عنه. ولد فقيه الحضارة الأستاذ مالك بن نبي في الأول من يناير ,1905 بمدينة قسنطينة، وانتقلت أسرته إلى مدينة تبسة ثم لحق بها، وفي تبسة انتظم في حلقة لحفظ ما تيسر من القرآن الكريم وأتم تعليمه الابتدائي والإعدادي.رجع إلى قسنطينة لمواصلة دراسته الثانوية التي أنهاها سنة ,1925 وفي هذه الفترة بدأ وعيه يتكون، وفي سنة,1930 غادر ابن نبي الجزائر إلى باريس لمواصلة دراسته، فحيل بينه وبين رغبته في دخول معهد الدراسات الشرقية، فتوجه إلى مدرسة اللاسلكي التي تخرج فيها مهندسا كهربائيا سنة .1935 أتيح لابن نبي في باريس أن يتعرف على مشكلات أمته التي كانت صورة مكبرة عن مشكلات وطنه، فانغمس في نشاط الفكري والسياسي في أوساط المغتربين ابتدأ من أول محاضرة ألقاها في أواخر ديسمبر 1931 بعنوان «لماذا نحن مسلمون« ومن بين النشاطات التي شارك فيها مالك بن نبي تأسيس «جمعية الوحدة المغربية» وتمثيل الجزائر في «جمعية الوحدة العربية» . لم ينشغل مالك بن نبي طوال حياته بقضية غير قضية الأمة الإسلامية، فانكب على تاريخها يدرسه، وعلى حاضرها يلاحظه ويتأمله، وعلى مستقبلها يرسم معالمه. وقد خرج من الدرس العميق لذلك التاريخ، والرصد الدقيق لهذا الحاضر بمعرفة جملة من الأمراض الحضارية التي أقعدت الأمة.لم يكتف مالك بن نبي بالتعريف بتلك الأمراض والتحذير من أخطارها، ولكنه اجتهد في وصف الأدوية الشافية منها، والسبل الواقية منها وما هذه الأدوية إلا تلك الكتب القيمة التي سلكها في عنوان عام هو مشكلات الحضارة. فقد وضح لهم الوجهة ونبههم إلى مشكلة الثقافة وفتح أعينهم على الصراع الفكري. انتقل المفكر إلى جوار ربه يوم 31أكتوبر .1973