ينبغي أن تشكل الجماعات المحلية حلقة قوية في الجزائر الجديدة، بحيث تكمن أهمية الولايات والبلديات في البلاد في دورها على استقطاب وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ويصر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي قضى جزءا كبيرا من مشواره في الجماعات المحلية، على منح هذه الأخيرة صلاحيات واسعة و كفاءات تكون في مستوى التحديات الراهنة، وعليه فإن كافة مناطق البلاد مدعوة اليوم لأداء دور اقتصادي رئيسي. وبالنسبة لرئيس الجمهورية، فإنه يقع على عاتق الولايات التي تتوفر على إمكانيات كبيرة وشبيبة متعددة المواهب، خلق الثروة، إذ لم يعد الرئيس يقبل الحديث عن مناطق تواجه البطالة وسوء المعيشة. فهو على قناعة بأن التحول في الجزائر ينبغي أن ينطلق من صلب الجماعات المحلية التي لابد أن تتحرر من مركزية بيروقراطية سادت في حقبة ولت. وتأتي قوة الاستقطاب في الجزائر وتنافسيتها من قدرتها على إشراك الولاة والمنتخبين المحليين وتحميلهم مسؤولية النهوض الاقتصادي للبلاد. لذا فقد حان الوقت اليوم لإجراء تحول حقيقي على مستوى الولاية لتحقيق أهداف التنمية التي حددها رئيس الدولة، ذلك أن تطور الجزائر يتم على مستوى الجماعات المحلية وليس في الإدارات المركزية. فبفضل جماعات محلية متحررة من ثقل البيروقراطية، ستصبح البلاد حتما أكثر استقطابا وازدهارا وقوة.