تتواصل عمليات انقاذ ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع فجر أمس الاثنين في سورياوتركيا, وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا, فيما أعلن المجتمع الدولي تقديم المساعدات العاجلة لمواجهة تداعيات هذه الكارثة الطبيعية. وتتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاع كبير في أعداد القتلى في أعقاب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 8ر7 درجات على مقياس ريشتر. وارتفعت حصيلة ضحايا تركيا اليوم الثلاثاء إلى 3432 قتيلا و21103 مصابا وفق ما ذكرت إدارة الطوارئ والكوارث التركية "أفاد", فيما تم الاعلان عن إنقاذ حوالي 8 آلاف من تحت الأنقاض وتواصل الجهود لإغاثة العالقين هناك. وفي سوريا ,ارتفع عدد الضحايا إلى 812 قتيلا 1449 مصابا, في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب, وطرطوس في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية. يأتي ذلك, فيما قالت مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية كاثرين سمولوود عن "وجود احتمال مستمر لانهيارات إضافية وغالبا ما نرى أرقاما أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولية". وأضافت: "نرى دائما النمط نفسه مع الزلازل وللأسف (...) هذا يعني أن الأرقام الأولية عن القتلى أو الجرحى سترتفع بشكل كبير في الأسبوع الذي يلي الزلزال". وأعلنت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية عن تسجيل أكثر من 240 هزة ارتدادية في المنطقة الحدودية بين سورياوتركيا خلال 24 ساعة الأخيرة, بينما يكافح رجال الإنقاذ المحليون ظروف الشتاء القاسية للبحث عن ناجين تحت الأنقاض. وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, أمس الاثنين, الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية, لغاية الأحد 12 فبراير. في غضون ذلك, دعا الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, المجتمع الدولي لمساعدة البلدين وقال : "نحن نعول على المجتمع الدولي لمساعدة الآلاف من الأسر المتضررة, وكثير منهم بالفعل في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في مناطق يصعب الوصول إليها". دول عديدة تواصل تقديم المساعدات الإنسانية وتواصل العديد من دول العالم تقديم المساعدات الإنسانية إلى تركياوسوريا لمساعدتها على مواجهة آثار الزلزال المدمر. وفي إطار الاستجابة الإنسانية العاجلة للتكفل بالمتضررين من الزلزال, وبأمر من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية السيد إبراهيم مراد, مساء أمس بالقاعدة الجوية ببوفاريك على عملية إرسال 210 طن من المساعدات الإنسانية نحو سوريا و تركيا . وشملت هذه الشحنة 115 طنا من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والخيم موجهة إلى سوريا, إضافة إلى شحنة مساعدات ثانية تتكون من 95 طن موجهة نحو تركيا. كما توجهت فرقة من أعوان الحماية المدنية من مختلف الرتب بتعداد 86 عونا وضابطا باتجاه سوريا. وسيتوجه فوجا آخرا من عناصر الحماية المدنية أيضا إلى سوريا للمساهمة في عمليات الانقاذ والاغاثة. من جهته, أعلن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, عن تقديم كافة الدعم اللازم لشعبي تركياوسوريا وانطلقت أولى رحلات الجسر الجوي الذي خصصته قطر لدعم البلدين, في حين أعلنت وزارة الخارجية تقديم 10 آلاف منزل متنقل ضمن جهود إغاثة للمتضررين من كارثة الزلزال. كما دشن العراق والكويت جسرين جويين يضمان فرق إنقاذ وطواقم طبية ومساعدات إغاثية وخيما ومستلزمات للبلدين, فيما وجهت دولة الإمارات بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ, إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة. بدوره, أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إلى إرسال فرق من الدفاع المدني وطواقم طبية للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر, وفق بيان صادر عن مكتبه. وزيرة الخارجية النيوزيلندية نانايا ماهوتا, من جهتها, قالت إن حكومة بلادها ستقدم مساهمة أولية بقيمة 1.5 مليون دولار نيوزيلندي (950 ألف دولار أمريكي) لدعم استجابة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في كل من تركياوسوريا للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية. كما أكدت وزارة الخارجية السويسرية عزمها إرسال 80 متخصصا في البحث والإنقاذ إلى عين المكان. كما تدرس وزارة الخارجية أيضا خيارات المساعدة لسوريا عبر مكاتبها الإقليمية. وتعهدت الولاياتالمتحدة ببذل ما في وسعها بالتنسيق مع تركيا لمساعدة ضحايا الزلازل في البلدين. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية - في بيان عبر موقعها الإلكتروني - أن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو, بحثا عن السبل التي يمكن للولايات المتحدة وشركائها أن يساعدوا بها بشكل أفضل. من ناحيته, أكد المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو, أن وحدة متقدمة من فرق الإنقاذ والإغاثة في حالات الكوارث قد غادرت اليابان الليلة الماضية متوجهة إلى تركيا. وكان زلزال بقوة 8ر7 درجات على مقياس ريشتر قد ضرب فجر أمس الاثنين, أعقبه زلزال آخر بقوة 6ر7 درجة, مما خلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.