أشرف وزير الصناعة، أحمد زغدار، ووزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، يوم الثلاثاء بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، على افتتاح الطبعة الأولى من الصالون الدولي للحديد والصلب والمواد المنجمية الذي تدوم فعالياته إلى غاية 16 مارس. و في كلمة له خلال افتتاح المعرض، أوضح السيد زغدار أن صناعة الحديد والصلب تعتبر من أهم الصناعات الاستراتيجية لارتباطها "ارتباطا وطيدا" بالعديد من النشاطات الصناعية، لافتا إلى أن هذه الشعبة "استطاعت إنتاج 5ر3 مليون طن من الحديد، ما يمثل 8ر10 بالمائة من إنتاج الدول العربية، الأمر الذي يحفزنا على رفع إنتاجنا الوطني من الحديد والصلب أكثر، خاصة بعد تصنيف بلادنا كثالث أكبر منتج عربي للحديد بعد مصر والسعودية". و بخصوص مركب سيدار الحجار للحديد والصلب بولاية عنابة, أوضح الوزير أن دائرته الوزارية تراهن على إطلاق الشطر الثاني لمخطط الاستثمار، حيث يتضمن تحديث وتجديد المولدات ووحدة الأكسجين، واقتناء معدات خاصة بسلسلة الإنتاج لتمكين المصنع من استعادة قدراته التنافسية وتجاوز عتبة 2ر1 مليون طن من الحديد، فيما تبلغ قدرته الإنتاجية الحالية 800 ألف طن من المواد الحديدية المسطحة والطويلة وحديد الخرسانة والأنابيب. من جهته, تمكن مركب بلارة لصناعة الحديد والصلب بولاية جيجل من إنتاج 250 ألف طن من المنتجات الحديدية سنة 2022، محققا عائدات مالية قدرها 220 مليون دولار، حسب السيد زغدار, الذي كشف أيضا عن تصدير مركب الحديد والصلب "توسيالي" بولاية وهران 571 ألف طن من المنتجات الحديدية بقيمة 450 مليون دولار خلال السداسي الأول من سنة 2022. كما تعول الجزائر على منجم غارا جبيلات بولاية تندوف الذي تقدر احتياطاته بأكثر من 3 مليار طن، يقول الوزير, مشيرا الى أن المنجم دخل مرحلة الاستغلال بطاقة انتاج تتراوح بين 2 و3 مليون طن من خام الحديد "والتي سترتفع في مراحل قادمة". و في ختام كلمته، حث السيد زغدار المتعاملين المشاركين في الصالون على "تكوين تكتلات مهنية مختصة ومتكاملة من المنجميين والتكنولوجيين ومحترفي التعدين حتى نوحد طاقاتنا من أجل منتوج جزائري ذو جودة عالية وتنافسي يلبي حاجيات الصناعة الوطنية التي تتعدد وتتزايد"، مؤكدا على استعداد وزارة الصناعة لتدليل كل العقبات والعمل على خلق مناخ عمل ملائم. من جهته, أشار السيد رزيق إلى أن الجزائر تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الحديد والصلب "نظرا للتطور الكبير الذي حققناه في هذه الشعبة والقدرات التصنيعية الهائلة"، معتبرا أن الأرقام المحققة في مجال التصدير "معقولة" وأنه يمكن -حسبه- تحقيق 5ر1 مليار دولار من صادرات هذه المواد "في المستقبل القريب". تجدر الإشارة إلى أن الصالون الذي تنظمه شركة "ستال إكسبو ايفانت" (Stall Expo Event) بالتعاون مع الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، يعرف مشاركة حوالي 50 عارضا محليا وأجنبيا ويهدف -حسب المنظمين- إلى تسليط الضوء على قطاع الحديد والصلب والمواد المنجمية في الجزائر، مع خلق فضاء للمتعاملين الاقتصاديين في هذا المجال للتواصل فيما بينهم وإبرام اتفاقيات.