خطى المنتخب المالي تحت 17 عاما لكرة القدم خطوة كبيرة للمرور إلى الدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا-2023 عقب تغلبه ولو بشق الأنفس على نظيره البوركينابي (1-0)، في أصعب مجموعة من المجموعات الثلاثة لدورة الجزائر، بما أنها تتشكل سوى من ثلاثة فرق. و تغلبت "النسور الصغيرة" سهرة الاثنين بملعب 19 ماي 1956 بعنابة، على منتخب بوركينا فاسو بهدف مامادو دومبيا (د 25) في مقابلة مثيرة شهدت ندية كبيرة بين الفريقين سيما في الشوط الثاني وإلى غاية الصافرة النهائية، وذلك لحساب الجولة الأولى للمجموعة الثالثة التي تضم ثلاثة منتخبات فقط وهي الكاميرون، مالي وبوركينا فاسو بعد إقصاء منتخب جنوب السودان عقب اكتشاف تجاوز خمسة لاعبين السن القانوني للفئة، إثر اجتيازهم فحص التصوير بالرنين المغناطيسي. و بالتالي سيكتفي كل منتخب بلعب مقابلتين عوض ثلاثة وهو ما أخلط نسبيا حسابات الطواقم الفنية لهاته الفرق. هذه الوضعية رفعت من قيمة انتصار شبان مالي إلى درجات عليا حيث يتصدر منتخبهم مؤقتا جدول ترتيب المجموعة الثالثة برصيد ثلاثة نقاط وذلك في انتظار خوض اللقاء الحاسم ضد الكاميرون أحد المرشحين للفوز بالتاج القاري باعتباره حامل لقب النسخة المنصرمة. و في هذا الصدد, قال مدرب مالي سومايلا كوليبالي: "الأهم أننا حققنا الفوز. صراحة رغم الانتصار لست راضيا على مردود أشبالي خاصة في الشوط الثاني. فالأمور لم تسر في صالحنا إذ بدى الإرهاق ظاهرا على اللاعبين ولهذا حاولنا تسيير بقية أطوار اللقاء من أجل كسب نقاط المباراة وهذا هو المهم بالنسبة إلينا خاصة وأننا نتواجد ضمن مجموعة تضم ثلاثة منتخبات فقط وهو ما سيضطرنا لخوض مبارتين بدلا من ثلاثة". منتخب مالي الذي يعد ثاني منتخب من حيث عدد المشاركات بعد نيجيريا ب11, يخوض تاسع كأس قارية لفئة أقل من 17 عاما والتي نال شرف الفوز بها في 2015 بنيامي (النيجر) على حساب جنوب إفريقيا (2-0), و 2017 بليبروفيل (الغابون) أمام غانا في النهائي بنتيجة (0-1). و أوضح التقني المالي بخصوص أهمية مواجهة الكاميرون المقبلة تحسبا لاقتطاع تأشيرة العبور إلى ربع النهائي: "نريد أن نبقى موضوعيين. فنحن لا نختار المباريات بل نخوضها جميعا بقوة ودائما من أجل تحقيق الانتصار وهو نفس الهدف ضد الكاميرونيين". من جانبه, عجز منتخب بوركينا فاسو عن تحقيق عودة إيجابية لكأس أمم إفريقيا لفئة الأشبال بعد غياب دام 12 عاما، وذلك رغم المردود الطيب الذي قدمه في اللقاء الافتتاحي للمجموعة الثالثة. و قد علق عليه المدرب ابراهيما طراوري بتأسف قائلا : "كنا نستحق الخروج بالتعادل على الأقل بالنظر إلى المجهودات التي بذلناها في الشوط الثاني من خلال صنع العديد من الفرص التهديفية غير أن الحظ عاندنا وغابت علينا الفعالية أمام المرمى". و رغم أن تعقد مهمتها في ظل تذيلهم ترتيب المجموعة الثالثة (0 نقطة)، حيث ينتظرهم لقاء صعب ضد الأشبال الكاميرونية "الجموحة" كآخر فرصة لمحاولة افتكاك بطاقة التأهل للدور الثاني، يبقى مدرب تشكيلة "الخيول" البوركينابية متفائلا بحظوظ فريقه. و أضاف : "الأمور لم تحسم بعد لأن مصير التأهل إلى الدور ربع النهائي لا يزال بين أيدينا, ويتوجب علينا أولا الفوز ضد الكاميرون في المقابلة الثانية والأخيرة من أجل رؤية أوضح لوضعيتنا. ففي حال فوز الكاميرون ضد مالي ستبقى حظوظنا قائمة إن تغلبنا على الكاميرونيين". و تعد المجموعة الثالثة للطبعة ال14 أقوى مجموعة من حيث عدد الألقاب المتوج بها، وذلك برصيد خمسة كؤوس إفريقية لفئة أقل من 17 سنة: اثنان لكل من الكاميرون (2003 و 2019) ومالي (2015 و 2017) و واحدة من نصيب بوركينا فاسو في طبعة 2011. و يتأهل الأول و الثاني عن المجموعة إلى الدور ربع النهائي, بالإضافة إلى أصحاب المركزين الاول والثاني للمجموعتين الاخريين, زيادة على أفضل منتخبين يحتلان المركز الثالث.