أبرز وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي, اليوم السبت بالجزائر العاصمة, الدور الذي تلعبه الجزائر على المستويين الإقليمي والدولي, للارتقاء بالعمل الجماعي في مجال الحد من مخاطر الكوارث. وأوضح السيد بلعريبي في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى الدولي حول الحد من مخاطر الزلازل الذي تشرف على تنظيمه وزارة السكن والعمران والمدينة, "أن الجزائر تعمل, ومن خلال جامعة الدول العربية وكذلك الاتحاد الإفريقي والمكتب الإقليمي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث, على المساهمة وبفاعلية في وضع الآليات الكفيلة للارتقاء بالعمل الجماعي, لأنها تدرك بأنه الأسلوب والمنهج الوحيد الذي يحقق الأهداف المرجوة, خاصة وأنها اكتسبت من التجربة ما يكفي لمقاسمتها مع باقي الدول". ولفت في هذا السياق إلى جهود الجزائر التي باشرتها في هذا المجال على الصعيد الدولي انطلاقا من الالتزام بإطار عمل "سنداي" لسنوات 2015 -2030, للحد من مخاطر الكوارث, والذي يرافقه وضع آليات تعاون واستراتيجيات خاصة. كما أشار إلى مشاركة الجزائر ضمن الجهود الإقليمية, خاصة العربية, بتبنيها الإستراتيجية العربية للحد من الكوارث خلال القمة العربية المنعقدة بموريتانيا, ودورها في إنشاء المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية والذي يتخذ من الجزائر مقرا له. وفي هذا الإطار, أكد بأن "الجزائر تنتهج رؤية جديدة وعصرية, تؤمن بضرورة تظافر الجهود الدولية والإقليمية, بحماسة والإسهام في تنمية البحث العلمي والتكوين المتواصل وتقاسم الخبرات وبناء القدرات وتحويل التكنولوجيا وتوطينها, مع إعطاء الأولوية لتحديد أساليب التمويل المستدام للبلدان النامية في كنف التضامن الدولي". واستعرض الوزير في كلمته التدابير المتخذة في الجزائر لتعزيز التصدي لمخاطر الكوارث, ومن بينها وضع ترسانة مؤسساتية وقانونية بإصدار القانون 04-20 المتعلق بالوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث, مشيرا إلى أن العمل "قيد الانتهاء" لتحيين هذا القانون وملائمته مع التوجهات العالمية الجديدة وإدخال المفاهيم الحديثة. ويجري أيضا إعداد مشروع قانون التعمير الجديد وذلك بمشاركة مختصين وخبراء من عدة دول, من أجل الاستجابة للتطورات الاجتماعية والإيكولوجية والاقتصادية في هذا المجال. كما أعلن في هذا الإطار عن الانطلاق في تحيين النظام الجزائري المضاد للزلازل RPA خلال سنة 2023, مضيفا أنه دائرته الوزارية وجهت تعليمات بإدخال أحدث التكنولوجيات المستعملة في البناء لمقاومة الزلازل, ومنها تقنية العزل الزلزالي وأجهزة امتصاص الصدمات على غرار ما تم استعماله في منارة جامع الجزائر. ومن بين التدابير المتخذة أيضا, تطرق الوزير إلى إعداد خرائط المخاطر الزلزالية عبر التراب الوطني, ودراسة الأنسجة العمرانية الهشة بمختلف الولايات, ودراسة التقسيم الزلزالي في المناطق الحضرية ومواصلة تقييم المخاطر عبر 40 ولاية أخرى, إضافة إلى فرض إجبارية إعداد ملفات تراخيص البناء من قبل مهندس معماري معتمد. كما تمت مضاعفة الشبكة الوطنية للأجهزة المستعملة في رصد وتسجيل الموجات الزلزالية حيث يبلغ عددها حاليا 570 منصة في الحقول المفتوحة وعلى بعض الهياكل مثل السدود, مع تزويد مخبر المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة الزلازل CGS بطاولة اهتزازية من آخر طراز للقيام بمختلف عمليات المحاكاة على المباني بالإضافة إلى مرافق الاختبار الديناميكي الأخرى. وذكر السيد بلعريبي أيضا بحصيلة قطاعه في مجال السكن والتي توجت بتوزيع 920 ألف وحدة سكنية ما بين سنة 2020 و2022 "على الرغم من مخلفات جائحة كوفيد-19 على البلاد", فضلا عن تسليم 2537 تجهيز عمومي في الفترة 2020-2023. يذكر أن أشغال هذا الملتقى الدولي المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال", تحت شعار "الحد من مخاطر الزلازل: حوكمة واستشراف", تجري بحضور أزيد من 700 مشارك من الجزائر والخارج. وينعقد الملتقى بمناسبة مرور 20 سنة على الزلزال المدمر الذي ضرب ولاية بومرداس يوم 21 مايو 2003, البالغ شدته 8ر6 درجات على سلم رختر, والذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية معتبرة. وأشرف على افتتاح التظاهرة الوزير الأول, السيد أيمن بن عبد الرحمان, بحضور أعضاء من الحكومة, ورئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي والبيئي, وبرلمانيين, وإطارات من مختلف القطاعات الوزارية, وخبراء ومختصين. كما حضر افتتاح التظاهرة وزير الأشغال العامة والإسكان السوري, سهيل عبد اللطيف, ووزيرة التجهيز والإسكان التونسية, سارة الزعفراني الزنزري, ووزير الإسكان والتعمير الليبي, أبو بكر الغاوي, إضافة إلى أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر.