قدمت قيادات فلسطينية مشاركة بالندوة الدولية المخلدة للذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية, اليوم الاثنين بالجزائر, تحية تقدير وعرفان للجزائر التي كانت "بوابة فلسطين الى الشرعية الدولية" والتي تواصل, تحت قيادة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, دعمها الثابت و اللامشروط للشعب الفلسطيني والذي تجسدت احدى صوره في توقيع الفصائل الفلسطينية على "اعلان الجزائر" التاريخي للم الشمل والمصالحة الفلسطينية. و عبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني, روحي فتوحي, في تصريحات صحفية على هامش اشغال الندوة عن تقدير الشعب الفلسطيني وقيادته للجزائر ولموقفها ازاء القضية الفلسطينية وانجازاتها فيما يتعلق بإنهاء الانقسام الفلسطيني. و بعد ابرازه عمق اهتمام الجزائر بالقضية الفلسطينية, داعا السيد فتوحي الجميع الى الالتزام والتنفيذ الكامل لوثيقة لم الشمل المبرمة بالجزائر شهر اكتوبر الماضي والتي رعاها الرئيس تبون. من جهته, تحدث رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين, قدري ابو بكر, ل/وأج عن معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال والابادة التي يتعرض لها على مرأى ومسمع من العالم. و اشار الى ان سجون الاحتلال تعج بالمعتقلين الفلسطينيين الذين حكم على الكثير منهم بالمؤبد, وقال انه منذ 1967 الى يومنا هذا, دخل اكثر من مليون و100 ألف فلسطيني سجون الاحتلال ولا زال ازيد من 4000 منهم معتقلين الى حد الآن, منهم 545 محكوم عليهم بالمؤبد, من بينهم 454 امضوا اكثر من 20 سنة في السجن. و ابرز المتحدث معاناة هؤلاء في سجون الكيان الصهيوني جراء ظروف الاعتقال و استمرار سلطات الاحتلال في سن قوانين ضدهم, منها قانون عدم علاج الاسرى. من جانبه, أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير شؤون اللاجئين ورئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة, أحمد حسن أبو هولي, ان وضع اللاجئين الفلسطينيين المشردين في 58 مخيما في فلسطين والشتات "صعب جدا, إلا انه مهما طال الاحتلال, لن يتنازلوا على حق العودة". و اشار الى ان عدد اللاجئين الفلسطينيين بلغ 6ر6 ملايين. الى ذلك, تحدث أحمد حسن أبو هولي عن احياء الذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية بأروقة الاممالمتحدة لأول مرة, و اعتبر ذلك "انتصارا للحق الفلسطيني و اعترافا من قبل العالم بأن النكبة حدث عالمي ولا يمكن انكاره, يتطلب اعادة كتابة التاريخ". و استهجن في هذا المقام فشل المجتمع الدولي وعجزه عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 194. وفي تصريح له على هامش الندوة, قال سفير دولة فلسطينبالجزائر, فائز أبو عيطة : "نقدر عاليا دور الجزائر وبالتحديد الرئيس عبد المجيد تبون الذي رعى المصالحة الوطنية الفلسطينية ولم الشمل, هذه الرعاية التي كان لها تأثير على تحسين العلاقة بين الاشقاء الفلسطينيين", معربا عن امله في ان يتم تجسيد هذا الاتفاق في اقرب وقت. و اوضح ان الاحتلال سعى بكل قواه لنسف هذه المصالحة, الا ان ارادة الشعب الفلسطيني ودرايته بما يمثله الاتفاق من مصلحة له, كان بالمرصاد لهذه المحاولات الصهيونية, معربا عن امله في ان تتوحد الفصائل الفلسطينية في هذه المواجهة مع الاحتلال حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وعن الموقف الجزائري, قال الدبلوماسي ان الجزائر كانت "بوابة فلسطين الى الشرعية الدولية", كما حدث في اعلان قيام دولة فلسطين عام 1988 انطلاقا من اراضيها. كما حاورت /واج المناضلة الفلسطينية لطيفة محمود حسين الناجي, والدة الشهيد ناصر ابو حميد, والتي تحدثت عن معاناة اسرتها بكاملها من ويلات الاحتلال وغياهب سجونه, وهي الأم التي قدمت شهيدين في مسار التحرر و رأت ابناءها الثمانية الآخرين وزوجها يقاسون من ويلات الاعتقال. وفي اطار الانتهاكات الخطيرة للكيان الصهيوني, كشفت عن حقن ابنها, ناصر ابو حميد, بجرثومة خطيرة ادت الى استشهاده, وطالبت الاحتلال بتسليم جثته التي لازال يحتفظ بها لديه. و اكدت انه رغم المعاناة اليومية والقتل المتعمد, يواصل ابناء الشعب الفلسطيني نضالهم لغاية التحرر و اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما كانت لابنها ناجي ابو حميد, شقيق الشهيد ناصر ابو حميد والذي عانى بدوره من الاعتقال, شهادة اخرى عن معاناة افراد عائلته امام همجية الاحتلال الصهيوني, وقال أنه "مهما صعد الاحتلال من جرائمه, كلما زادت عزيمتنا و اصرارنا على التحرر", مطالبا المجتمع الدولي بمزيد من الدعم للقضية الفلسطينية لأنه "كلما زاد هذا الدعم, كلما قربت المسافة نحو التحرر والاستقلال".