عرضت جمعية "المنارة الثقافية قورصو"، سهرة الأحد بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بمستغانم، آخر انتاجها المسرحي بعنوان "جذب" التي عكست معاني الصدق والخيانة وضعف الإنسان أمام إغراءات الحياة ولهوها. و في رابع يوم من منافسة المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم, دخلت جمعية المنارة قورصو لولاية بومرداس غمار المنافسة بمسرحية "جذب" لمخرجها وكاتب نصها وليد عبد اللاهي وسينوغرافيا دراوي سيد أحمد التي تحدثت عن قيم الوفاء والصدق وما يناقضها من ألاعيب الخيانة والزيف التي تفشت بين الناس. و تسرد المسرحية قصة ثلاثة شخصيات "جعفر" (فريد غالم) فنان وحرفي يصنع آلة الكمان و هو كهل متزوج من "عفاف" (أمال بن زموري) التي تصغره سنا والمتباهية بجمالها والحالمة بالامومة والحب اما شخصية "سعيد" (عبد العزيز قاصد) فهي عامل لدى جعفر حرفي مساعد يعيش بقبو بيت الحرفي حيث تتعارض أحلام كل واحد منهم. اختار المخرج عبد اللاهي أن تلعب مسرحيته داخل علبة إيطالية فبنى جدرانها وحدد معالمها فوضع الجمهور ايضا معه في تلك المساحة المربعة حيث استخدم ديكورات قريبة من الواقع و تفصل المستوى الأعلى من البيت عن القبو حيث يدور الصراع بين الشخصيات, ولم تترك السينوغرافيا مجالا للتخيل او التجريد ففضلت تأثيث الفضاء كله دون ترك فراغ حتى ضاق المكان بالممثلين لولا حيلة الصعود والنزول على السلم او على الكراسي والطاولة. و قد كانت ساعة واحدة من العرض كافية ليبرز الممثلون قدرتهم على تحمل نص يبدو أنه متأثر بحكايات الف ليلة وليلة و شخصية "كازيمودو" في رواية "أحدب نوتردام", حيث ظهر تناسق فني بين العناصر الفنية, رغم فوارق السن والبنية الجسدية. و تستمر فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم إلى غاية 18 يوليو الجاري بتقديم عروض متنوعة عبر فضاءات داخلية وخارجية منها المتنافس ومنها المشارك في اطار تشجيع الهواة على العمل في هذا المجال.