يواصل جيش الاحتلال الصهيوني غاراته على غزة الخميس لليوم السادس على التوالي, مستهدفا الانسان الفلسطيني الذي لطالما استخدم ضده كل أساليب الاجرام والترهيب من اجل كسر مقاومته ودفعه لمغادرة أرضه, حيث يشهد القطاع الذي فقد 1448 من أبنائه جراء العدوان, دمارا واسعا تسبب في تأزيم الواقع الإنساني به. وتداولت الانباء على نطاق واسع اليوم, الأزمة الانسانية التي تتفاقم بالقطاع في ظل نفاد الوقود المشغل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في المدينة, مما ينعكس كارثيا على مختلف القطاعات الخدماتية و أهمها الصحية والمستشفيات والمرضى, وكذلك تأثيرها السلبي على الخدمات البلدية الحيوية وشبكات المياه والكهرباء, وعلى محطات معالجة الصرف الصحي. و ارتفعت اليوم الخميس حصيلة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزةوالضفة الغربية, والتي تظل مؤقتة, إلى 1448 شهيدا و6868 مصابا. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 1417 شهيدا, بينهم 447 طفلا و248 شهيدة, و10 من الكوادر العاملة في القطاع الصحي, فيما بلغت الحصيلة في الضفة الغربية 31 شهيدا وأكثر من 600 جريح, وصل منهم إلى المستشفيات 190. اقرأ أيضا : العدوان الصهيوني على غزة : ألم كبير لدى الجالية الفلسطينيةبالجزائر و إنتقادات لسياسة الكيل بمكيالين ومن خطط الاحتلال لتضييق الخناق أكثر على أبناء غزة, حيث لم يكتف بالقصف الذي يقف العالم جراءه على صور يندى لها الجبين كصور اطفال قتلى و امهات يبكين فلذات كبدهن, بل لجأ أيضا الى جريمة إغلاق المعابر ومنع تزويد قطاع غزة بكل الاحتياجات الحياتية والضرورية, بما فيها الأدوية والمستهلكات الطبية, ومنع تحويل الجرحى والمصابين إلى الخارج لتلقي العلاج اللازم. وتفيد التقارير الواردة من المنطقة ان الاحتلال يستهدف سيارات الإسعاف وقتل المسعفين خلال أدائهم عملهم الإنساني و ايضا عرقلة عمل فرق الدفاع المدني. وفي آخر التطورات المتعلقة بالأزمة الانسانية, اعلنت مصادر استشفائية بغزة عن خروج اثنين من المستشفيات وهما "بيت حانون" و "الكرامة" في القطاع عن الخدمة, جراء القصف فضلا عن ارتفاع نسبة الإشغال في المستشفيات الأخرى, مما يهدد القوائم الطبية. كما دمرت الطائرات الحربية الصهيونية اليوم أكثر من 8 أبراج تضم 352 شقة سكنية شمال غرب مدينة غزة, وحولتها إلى أكوام من التراب, مما تسبب في نزوح مئات الأسر من المنطقة. مطالب بتوفير الحماية للفلسطينيين وتفعيل دور الآليات الدولية لمحاسبة الاحتلال وفيما تتعالى الاصوات المطالبة بإغاثة سكان القطاع, اصدر برنامج الأغذية العالمي تحذيرا من نفاد مخزون الغداء من المحال التجارية في المدينة و أكد انه لن يكفي لأكثر من أسبوع. وعن هذا, قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي, عبير عطيفة, أن "إغلاق كل منافذ القطاع وعملية حصار غزة يجعلان من الصعب إدخال أي مساعدات إضافية", معربة عن قلق البرنامج من الوضع المتدهور في القطاع وتأثر المدنيين بالصراع الحالي بسبب ما وصفته بأنه "عملية تهجير ونزوح واسعة". من جانبها, حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن مستشفيات غزة قد تتحول لمشارح بغياب الكهرباء, في ظل استمرار الحصار ومنع دخول إمدادات الوقود إلى القطاع. يأتي هذا لينضاف الى جريمة الحرب التي يتمعن الاحتلال في تنفيذها أمام مرأى ومسمع العالم من خلال قصف المنازل الآمنة وهدمها فوق رؤوس سكانها, وكذلك من خلال تهجير الناس و إجبارهم على ترك منازلهم والخروج منها تحت القصف. و أكدت لجنة حقوق الإنسان العربية (لجنة الميثاق) اليوم أن الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ترقى للإبادة الجماعية, مطالبة بوقفها ووقف الاعتداءات الممنهجة وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وتفعيل دور الآليات الدولية للمساءلة والمحاسبة عن كافة الجرائم. ونبهت الى ان الإفلات من العقاب والصمت عن الجرائم الممنهجة من مسببات الوضع الراهن, مشيرة إلى أنه قد صدرت التقارير المتتالية عن لجان التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان والتي رصدت جرائم الكيان الصهيوني, إلا أن عدم التعاطي مع هذه المعطيات طمأن القوة القائمة بالاحتلال لارتكاب المزيد وقتل الأمل في الشرعية الدولية لدى الشعب الفلسطيني, وبعد أن شهد قطاع غزة جرائم ضد مسيرات العودة السلمية في 2018 دون تحرك دولي لحمايتها, "نشهد الآن جرائم ترقى لإبادة جماعية". و أمام ما يتعرض له ابناء فلسطين بالقطاع, أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يوم غد الجمعة, "يوما للتصعيد من أجل غزة". كما دعت ايضا إلى تنظيم قوافل إغاثة عاجلة إلى القطاع, وإلى الوقوف في وجه الدول والعواصم الداعمة للاحتلال. يذكر أن المقاومة الفلسطينيةبغزة, كانت قد أطلقت السبت الماضي, عملية "طوفان الأقصى" ردا على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الفلسطينيين و اقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى المبارك.