يستمر الاحتلال الصهيوني في سياسة قمع و إبادة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم ال30 على التوالي, من خلال ارتكابه لمجازر وحشية تمس كل الفئات دون استثناء, رافعا وتيرة عدوانه الوحشي والخطير دون مبالاة لما يخلفه من عدد هائل في الشهداء والجرحى. فخلال الساعات الماضية, استشهد نحو 200 فلسطيني جلهم من الاطفال و النساء في 10 مجازر ارتكبها الاحتلال الصهيوني عقب شن طائراته الحربية لغارة استهدفت عددا من المنازل في مخيم البريج وسط قطاع غزة, بالإضافة الى استهداف منزل في بيت لاهيا, لترتفع بهذا حصيلة العدوان الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 9883 شهيد و أكثر من 26 ألف جريح, حسب وزارة الصحة الفلسطينية. و في هذا الاطار, ذكر مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) أن عدد الشهداء الفلسطينيين من الأطفال في غزة والضفة الغربية بلغ 5143 جراء غارات الاحتلال الصهيوني المتواصلة. من جهتها, قالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني, نيبال فرسخ, في تصريح ل/وأج: "شهد مستشفى القدس بمنطقة /تل الهوى/ منذ الساعات الأولى من صباح اليوم, أشرس هجمة على محيطه, حيث تعرض لقصف جوي شديد و انفجارات عنيفة", مؤكدة أن طواقم الإسعاف لم تستطع الخروج لإنقاذ المصابين بسبب شدة القصف. و ناشد الهلال الأحمر الفلسطيني, المجتمع الدولي, التدخل العاجل والفوري لحماية الطواقم العاملة في مستشفى "القدس" وحوالي 500 مريض و أكثر من 14 ألف نازح, غالبيتهم من الأطفال والنساء, من هجمات الاحتلال على محيط المنشأة والتي خلفت حتى الآن 4 جرحى في حالة خطيرة. و أكدت لجنة الطوارئ في بلدية بيت لاهيا (شمال قطاع غزة) على تعمد طائرات الكيان الصهيوني قصف آبار وخزانات المياه و إلحاقها الضرر بالخدمات التي تقدمها البلدية, مضيفة ان الاحتلال استهدف بئر المياه و خزان "تل الزعتر", شمالي القطاع, واللذان يغذيان نحو 70 ألف نسمة. توالي الإدانات والمطالب بوقف العدوان الهمجي على غزة مع ارتفاع وتيرة العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية, تتوالى الإدانات والمطالب الملحة على ضرورة الوقف الفوري لجرائم قوات الاحتلال البشعة والمتواصلة بشكل أعنف من الذي سبقه في كل مرة. و في هذا السياق, طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية, اليوم الأحد, المجتمع الدولي وعديد الدول بالتحلي بالجرأة وتحميل الاحتلال الصهيوني, المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائمه بحق الأطفال والنساء, وانتهاكاته الجسيمة والصادمة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. كما أدانت الوزارة وعديد الاطراف الفلسطينية, تصريحات "وزير" في "حكومة" الاحتلال الصهيوني, بإلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة, مطالبين المجتمع الدولي بمحاسبة قادة الكيان على جرائمهم الفظيعة, ومحذرين من الصمت الدولي الذي يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من المجازر. من جانبها, طالبت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد", في نداء انساني عاجل, دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية -كلا وفقا لولايته القانونية والأخلاقية- بالتحرك العاجل لوقف جرائم الإبادة والعدوان الصهيوني على قطاع غزة, محذرة من مغبة عجز المجتمع الدولي عن فتح ممرات إنسانية وضمان تدفق المساعدات والإسراع في إجلاء الجرحى و ادخال الوقود والمعدات المنقذة للحياة. بدورها, حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر, من تنامي "الوضع الكارثي" في قطاع غزة, مؤكدة أنه "يزداد سوء كل لحظة" جراء العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر المنصرم. و قالت اللجنة في بيان صحفي إن "المدنيين في قطاع غزة يتحملون التكلفة الإنسانية الباهظة خاصة النساء والأطفال. ما نراه في غزة لم نشهده منذ تواجدنا الدائم في عام 1967", في إشارة إلى سنة "النكسة". و أشار البيان إلى أن "التدمير طال البنى التحتية للمياه والمياه العادمة, حيث خرج معظمها عن الخدمة, مما ينبئ بكارثة بيئية. و أصبح الحصول على نقطة ماء نظيفة للشرب أو رغيف خبز في غزة رحلة محفوفة بالمخاطر, وتستمر لساعات". و تطرق البيان إلى وضع المستشفيات في غزة, وقال إنها "على حافة الانهيار التام. أطباء منهكون وشح في المستلزمات الطبية والوقود, والعمليات الجراحية تتم دون مخدر, وتتم في ممرات المستشفيات", مشددا على أنه "يجب حماية من قرر طوعا البقاء في منزله". كما طالب بضرورة "وقف التصعيد لمنع المزيد من المعاناة الإنسانية والسماح بتدفق المستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية للقطاع".