يواصل الكيان الصهيوني جرائمه غير المسبوقة بحق الشعب الفلسطيني في غزة لليوم ال22 على التوالي من العدوان الذي يشنه على القطاع، الذي يعاني كارثة إنسانية بكل المقاييس، حيث يشن منذ ليلة أمس الجمعة هجوما هو الأعنف منذ 7 أكتوبر، خلف عشرات الشهداء الفلسطينيين والجرحى، في ما لا تزال عائلات كثيرة عالقة تحت الأنقاض، موازاة مع إنقطاع شبكات الإتصالات والأنترنت. و ارتفعت حصيلة الشهداء في غزة والضفة الغربية نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل منذ 7 أكتوبر, الى 7814, من بينهم 3195 طفل و1863 امرأة, مع تسجيل 21693 جريح. و تبقى جرائم الاحتلال بقطاع غزة الاكثر دموية, حيث اكدت وزيرة الصحية الفلسطينية مي الكيلة, أن "مجازر عديدة ارتكبتها آلة العنف (الصهيونية) بحق السكان الليلة الماضية, وسط انقطاع كامل للكهرباء والاتصالات, ما أعاق وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى أماكن القصف, وعرقل بشكل كامل تواصل الطواقم الطبية والمستشفيات ومراكز الإسعاف فيما بينها". و أضافت أن "ما يحدث في غزة هي إبادة جماعية", مشددة على أن الحالة الإنسانية في قطاع غزة أصعب من الوصف, مؤكدة أن الاحتلال الصهيوني "يقتل يوميا كل أمل في نجاة الجرحى والعالقين تحت الأنقاض بفعل عدوانه الهمجي, بعد الانقطاع الكامل عن العالم الخارجي". من جهته, أفاد الدفاع المدني الفلسطيني, في تصريحات صحفية, اليوم السبت, بأن الضربات التي نفذها الاحتلال الصهيوني ليلة أمس الجمعة, "دمرت كليا" مئات المباني في قطاع غزة, مضيفا أن عمليات القصف الكثيف أدت إلى تغير "معالم غزة ومحافظة الشمال". وجراء توقف شبكات الاتصال والإنترنت كلية, فقد الهلال الاحمر الفلسطيني الاتصال بطواقمه الميدانية, و اضطرت بعض سيارات الاسعاف في الكثير من الاحيان الى اسعاف المصابين بعد سماع الصراخ تحت الانقاض, كما يضطر المواطنون للسير على الأقدام مسافات كبيرة تحت القصف, للإبلاغ عن حالة اسعافية. قطع شبكات الإتصال والأنترنت يجعل من توثيق جرائم الإحتلال الصهيوني أمرا صعبا و حذرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان لها من ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني مجازر بحق الصحفيين في قطاع غزة, في ظل انقطاع الاتصالات وشبكة الانترنت, وتوسيع عمليات القصف الجوي والمدفعي, مشيرة الى أن الاحتلال "قتل حتى الآن 24 صحفيا في غزة وعشرات من عائلاتهم, ودمر عشرات المؤسسات الاعلامية, وقصف عشرات المنازل لصحفيين, ضمن سياسة ممنهجة وبقرار رسمي لكي يرهب الصحفيين لمنع نقل جرائمه للعالم". و في السياق, قالت عضو مجلس النواب الأمريكي, كوري بوش, إن الكيان الصهيوني قطع الإنترنت والاتصالات لإخفاء ما يقوم به من مجازر في قطاع غزة, مطالبة "بوقف إطلاق نار فوري". من جهتها, حذرت منظمة العفو الدولية (أمنيستي) من تعرض المدنيين في قطاع غزة لخطر غير مسبوق, بينما يصعب توثيق الانتهاكات بعد قطع كافة السبل للاتصال, في وقت كثفت فيه قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري. و ردا على استمرار جرائم الاحتلال, تتواصل المسيرات الشعبية الحاشدة في غالبية عواصم الدول العربية والعديد من الدول الغربية, مطالبة بضرورة الوقف الفوري لهدا العدوان وحماية الشعب الفلسطيني وفق ما تقتضيه القوانين والمواثيق الدولية. و في سياق ذي صلة, شددت منظمة التعاون الإسلامي في بيان لها على ضرورة تأمين الإغاثة العاجلة والحماية الدولية للشعب الفلسطيني, مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة. كما شدد رئيس البرلمان العربي, عادل بن عبد الرحمن العسومي, على أن إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع قرار عربي يدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل "فوري ودائم" في قطاع غزة, وحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية, وضرورة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي, يجب أن تصحبه ضغوط ومواقف حقيقية لتنفيذ مقرراته على أرض الواقع.