أوصى المشاركون في الملتقى الوطني حول "العلاقة بين الصناعة والبحث العلمي والإبتكار : رهانات وتوصيات" الذي إختتمت أشغاله يوم الأربعاء بسيدي بلعباس تحت إشراف الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا، بتأسيس فرق مختلطة تضم باحثين جامعيين وأكاديميين وصناعيين ومستثمرين ومتعاملين إقتصاديين من أجل تجسيد المشاريع البحثية ميدانيا. و دعا نائب رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات, محمد هشام قارة, إلى تنظيم ورشات عمل دورية لعرض البحوث العلمية على المؤسسات الصناعية من أجل جمع آراء الخبراء من الجانبين وتبادل الخبرات والتجارب للسعي لبعث هذه المشاريع البحثية ميدانيا وتذليل العقبات التي تعوق تطبيقها الفعلي. من جهته, أكد الدكتور محمد خوجة, عضو مؤسس بذات الأكاديمية, على ضرورة التحسيس بأهمية البحث العلمي في المجال الصناعي و تقديم المشاريع التي أطلقت في المجال الأكاديمي والصناعي في القطاعين العمومي والخاص مع عرض النجاحات المحققة والعراقيل المواجهة والآفاق المرجوة, داعيا إلى مرافقة الباحثين وأصحاب المؤسسات الناشئة لتجسيد مشاريعهم ميدانيا مع التركيز على عامل الجودة والابتكار لتثمين المنتج الصناعي الوطني وفقا للمعايير الدولية. كما ذكر الأستاذ الباحث عمار تيلماتين من جامعة "جيلالي اليابس" لسيدي بلعباس أن هذه الأخيرة حققت الريادة في الترتيب العالمي للميادين الأكاديمية لشنغهاي نسخة 2023 ولديها مشاريع علمية بحثية في عدة مجالات مما يستدعي إشراك الباحثين في النسيج الصناعي على المستوى الوطني بما يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية المنتهجة من أجل تطوير الصناعة والنهوض بالقطاع الاقتصادي. و من جانبها, أبرزت الرئيسة المديرة العامة للمؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية لسيدي بلعباس, باية قنديل, أن مؤسستها تعمل بالشراكة مع جامعة "جيلالي اليابس" من أجل تطوير المنتج الصناعي حيث تم اختيار أربعة مشاريع بحث وطنية ثلاثة منها تتعلق بالطاقات المتجددة, مشيرة إلى أن الباحثين والمهنيين يشرفون على التجسيد الميداني لهذه المشاريع انطلاقا من مخبر البحث والتطوير لذات المؤسسة العمومية. و كان وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة, ياسين المهدي وليد, اشار في كلمة ألقاها بتقنية التحاضر عن بعد أمس الثلاثاء خلال اليوم الأول من أشغال الملتقى الى "تنسيق الجهود ما بين الباحثين والأكاديميين والمتعاملين الاقتصاديين والصناعيين من أجل استغلال الابتكارات والبحوث العلمية في الميدان الصناعي" و"كذا تحفيز الباحثين من أجل تجسيد مشاريعهم العلمية ميدانيا وتذليل العقبات التي تواجههم من خلال ضمان المرافقة لهم". للإشارة, فقد تم خلال هذا اللقاء المنظم على مدار يومين بمبادرة للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع جامعة جيلالي اليابس لسيدي بلعباس والمدرسة المتعددة التقنيات (الجزائر العاصمة) تقديم محاضرات من طرف باحثين وخبراء في المجال الصناعي والاقتصادي وأصحاب مؤسسات حيث تم التطرق إلى "العلاقة بين الصناعة والبحث العلمي في الجزائر" و "الفرص المستقبلية للتعاون ما بين الباحثين والصناعيين " و" أهم الانشغالات والعقبات التي تواجه المؤسسات الصناعية ".