حقق المنتخب الجزائري بداية موفقة في مستهل تصفيات مونديال 2026, عندما فاز بصعوبة على ضيفه الصومالي بنتيجة (3-1, الشوط الاول 2-0) مساء اليوم الخميس بملعب نيلسون مانديلا ببراقي (العاصمة), برسم الجولة الاولى من المجموعة السابعة. كما كان منتظرا, فقد سارت المباراة في اتجاه واحد, والمبادرة من الفريق الجزائري أمام منتخبا صوماليا بدا "متواضعا" والذي ركن في الدفاع في اغلب الاوقات مع بعض المرتدات السريعة التي لم تشكل خطورة كبيرة على الدفاع الجزائري. وجاءت البداية سريعة من طرف "الخضر" حيث لم تمر سوى دقيقتين فقط, ليفتتحوا باب التهديف اثر هجمة قادها محرز الذى مرر الى شايبي الذي راوغ بدوره الحارس وسدد لتصطدم بقدم القائد بانو, لتسكن مباشرة الشباك الصومالية . وفي الوقت الذي كان يظن الكثير أن اللاعبين الجزائريين سيكثفون هجماتهم حدث العكس حيث وقعوا في فخ التسرع خلال بناء الهجمات, وهو ما سمح للفريق الزائر بالخروج من "قوقعته", وبعد ربع ساعة لعب, واثر هجمة مرتدة, سدد اللاعب يوسف أحمد كرة لكنها خارج الاطار. وفوق أرضية ميدان صعبة, تراجع مردود "الخضر" وهو ما سمح للخصم بنقل الخطورة الى المرمى الجزائري, ففي الدقيقة ال20 سدد صانع الألعاب ابراهيم الياس كرة من بعيد كادت تباغت الحارس ماندريا الذي أبعدها للركنية. وبعدها بدقيقتين, كاد عطال أن يسجل ضد مرماه اثر ارتطام الكرة به واصطدامها بالقائم الأيمن للمرمى الجزائري اثر ارتباك في الدفاع الجزائري. ردة فعل الجزائر جاءت بعدها بخمس دقائق إثر توغل ليوسف عطال الذي مرر لحسام عوار الذي ضيع فرصة سانحة لإضافة الهدف الثاني. وانتظر الجميع مرور نصف ساعة لعب كي يضيف المنتخب الوطني الهدف الثاني, عندما مرر عطال كرة أخطأ الدفاع الصومالي في ابعادها, لتصل الى المهاجم بغداد بونجاح الذي وضعها في الشباك (د31) محررا الجمهور. وتواصلت الهيمنة من الجانب الجزائري, وفي الدقيقة (43) سدد عطال, -الذي أبعدته ادارة نادي نيس منذ اكتوبر الفارط بسبب تضامنه مع الشعب الفلسطيني- كرة من حوالي 30 مترا لتصطدم بالقائم الايسر للحارس مصطفى ناكوجا. وانتهت المرحلة الاولى على وقع تسديدة قوية للظهير الايسر ياسر لعروسي والحارس الصومالي الى الركنية التي لم تأت بالجديد. == سليماني يحرر الجميع== وكما أعلنها في الندوة الصحفية التي سبق هذا اللقاء, أدخل المدرب الجزائري جمال بلماضي بعد التغييرات على مستوى التشكيلة الاساسية, وهو ما جعله يقحم أسماء أخرى مع انطلاق المرحلة الثانية, لإراحتها تحسبا لسفرية الموزمبيق بالعاصمة مابوتو (00ر14) لحساب الجولة الثانية, وهو ما حدث بدخول الثلاثي عمورة, قيطون ووناس, مكان كل من غويري, عطال ومحرز. بداية الشوط الثاني كانت على شاكلة المرحلة الثانية, حيث سجلت محاولات جزائرية عبر عوار بتسديدة في الدقيقة (55) و بونجاح الذي ضيع أمام المرمى (د63). إلا أن تراجعهم سمح للصوماليين من بلوغ شباك المرمى الجزائري حيث كان لهم ذلك في الدقيقة 65 عن طريق يوسف عيسى بعد أخذ ورد داخل منطقة جزاء الحارس ماندريا, وسط ذهول للجمهور. هذا الهدف دفع بالمدرب الجزائري الى إقحام الهداف التاريخي للجزائر, إسلام سليماني, لإنقاذ الموقف, وهو ما حدث فعلا, حيث تمكن مهاجم كوريتيبا البرازيلي , من توقيع الهدف الثالث في الدقيقة (80) برأسية محكمة بعد ركنية من آدم وناس. هذا الهدف سمح لسليماني الالتحاق بقائمة أفضل هدافي التصفيات الافريقية ب18 هدفا, رفقة كل من ديديي دروغبا (كوت ديفوار), صامويل إيتو (الكاميرون) وموموني داغانو (بوركينا فاسو) . وتبقى الفرصة مواتية أمام سليماني (35 عاما) لتحطيم الرقم القياسي باعتبار أنه اللاعب الوحيد بينهم الذي لم يعتزل بعد والذي شارك سابقا في تصفيات مونديال 2014, 2018, و 2022. وتوالت هجمات الجزائر لإضافة اهدافا اخرى, حيث راوغ عمورة ثم مرر الى سليماني الذي برأسية ضيع هدفا محققا في الدقيقة (86), ثم تلاه عوار في (89) بتصويبة خارج الاطار بقليل. ورغم صعوبته, الا ان الفوز يبقى هاما للنخبة الجزائرية التي تتصدر المجموعة رفقة الموزمبيق الفائز خارج ارضه امام بوتسوانا (3-2) في وقت سابق اليوم الخميس, في انتظار اجراء اللقاء الثالث عن نفس الجولة, حيث تستضيف غينيا منافستها أوغندا يوم الجمعة بملعب بركان (المغرب), بسب عدم تأهيل ملعب كوناكري من طرف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف). ويتأهل صاحب المركز الأول عقب الجولات العشر من التصفيات الى مباشرة الى نهائيات كأس العالم 2026 والتي ستحتضنها كل من المكسيك, كندا والولايات المتحدة.