قال المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان, اليوم الأحد, إن جيش الاحتلال الصهيوني يوسع من نطاق التهجير القسري في خان يونس جنوبي قطاع غزة, عن طريق ارتكاب المجازر والتنكيل والتدمير الشامل بحق المدنيين الفلسطينيين, في اطار عدوانه على الشعب الفلسطيني. و أكد المرصد "الأورو-متوسطي" في بيان له أنه وثق "معاناة شديدة لآلاف السكان خلال نزوحهم القسري من مخيم خان يونس للاجئين ومناطق عدة أخرى في المحافظة, إلى المناطق الساحلية الغربية منها, وسط أجواء ماطرة وباردة وإجراءات تنكيل (صهيونية), و دون توفر أي مأوى آمن يتوفر على حد أدنى من الاحتياجات الإنسانية". ويأتي هذا التصعيد بعد اقل من يومين على إعلان قرار محكمة العدل الدولية فرض تدابير مؤقتة على الكيان الصهيوني بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها خلال تنفيذ عدوانه الوحشي, "بما في ذلك النزوح القسري الواسع إلى أماكن ليست أكثر أمنا", يضيف البيان. وقال المرصد الحقوقي في ذات البيان ان جيش الاحتلال كان قد اصدر قبل أيام أوامر إخلاء جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للفلسطينيين في عدد جديد من مناطق خان يونس, بمساحة إجمالية بأكثر من أربعة كيلومترات مربعة, حيث يقدر عدد سكان المناطق المستهدفة بحوالي 90 ألف نسمة, بالإضافة إلى أكثر من 400 ألف نازح داخليا يبحثون عن مأوى في 24 مدرسة ومركز إيواء, منها ثلاثة مستشفيات, يضيف البيان. و استرسل انه في أعقاب القصف الصهيوني المكثف على خان يونس والمنطقة الوسطى من قطاع غزة في الأيام الأخيرة, بالإضافة إلى أوامر الإخلاء العسكرية الصهيونية الجديدة, انتقل الآلاف من النازحين إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. ونبه المرصد الحقوقي في ذات البيان إلى أن "التوسيع الحاصل في نطاق التهجير القسري من خان يونس, يتزامن مع تصعيد خطير في هجمات جيش الاحتلال على خان يونس, بما في ذلك تصعيد تدمير مربعات سكنية بأكملها وحصار مستشفيات ومؤسسات بداخلها عشرات آلاف النازحين يتعرضون للاستهداف المباشر". و أشار إلى أنه على مدار الأيام الثلاثة الماضية, أقيمت عدة مقابر عشوائية في "حي الأمل" ومخيم خان يونس وأخرى في ساحة "مجمع ناصر الطبي" لدفن مئات الشهداء, بسبب الأعداد المتزايدة من الضحايا والحاجة إلى إدارة عمليات الدفن. ومنذ أيام, لا يزال "مجمع ناصر" الذي كان يعمل أصلا بالحد الأدنى, محاصرا من قبل جيش الاحتلال ويتعرض للاستهداف المتكرر بالقذائف وإطلاق النار, فيما لم يعد قادرا على استقبال المرضى والجرحى أو الإمدادات. بالموازاة مع ذلك, خرج عن الخدمة مستشفى "الخير" في خان يونس, وهو واحد من ثلاثة فقط في قطاع غزة يقدم خدمات الأمومة, ويضطر المرضى الذين خضعوا للتو لعمليات حرجة فيه, إلى المغادرة. و أكد المرصد الأورو-متوسطي "وجوب وقف انتهاكات سلطات الاحتلال في التهجير القسري والالتزام بقوانين الحرب التي تحظر تحت أي مبرر استهداف المدنيين عمدا, وتعتبر تهجيرهم قسرا انتهاكا جسيما يصل إلى حد جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية". و كانت محكمة العدل الدولية قد عقدت, أول أمس الجمعة, جلسة في مقرها بمدينة لاهاي الهولندية, لإصدار قرار أولي في دعوى جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة. وفرضت المحكمة عددا من التدابير المؤقتة, من بينها ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات لمنع الأفعال المحظورة بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية, وضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة لقطاع غزة بشكل فوري.