يواصل جيش الاحتلال الصهيوني انتهاك حرمة المقابر في قطاع غزة بنبشها وسرقة الأعضاء الحيوية من جثث مئات الشهداء والتنكيل بها ورميها أو التماطل في تسليمها إلى غاية تحللها ليخفي جرائمه الممارسة عليها. و لم تسلم جثث الشهداء في غزة من بطش جنود الاحتلال, ناهيك عن تركها مرمية في الشوارع والطرقات وفي كل مكان يشهد مجازر في حق الغزاويين, و منع الأهالي من الوصول إليها وإكرامها بالدفن, يستمر جيش الاحتلال الصهيوني في ممارسة أبشع جرائمه ليس في حق الأحياء فحسب بل في حق جثامين الشهداء التي ينبش المقابر ويدنسها من أجل سرقة الأعضاء البشرية للفلسطينيين ليستغلها في "بنوكه الصحية" ويملأ بها احتياطي مؤسساته الاستشفائية. ويتعمد الاحتلال الصهيوني في تأخير تسليم الجثامين التي استولى عليها من المقابر أو من المستشفيات إلى غاية تحللها ليطمس كل آثار عمليات السرقة التي يمارسها عليها, كما يرفض الإفصاح عن أسماء الجثث ليخفي أيضا هويتها والتي ترجع أيضا إلى جثث الأسرى الذين تعمد قتلهم في سجونه أو مارس عليهم كل أساليب التعذيب حتى الموت. و في هذا السياق, أوضح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة, اسماعيل الثوابتة في حديث لوأج أن جيش الاحتلال الصهيوني "قام بنبش 13 مقبرة في محافظات قطاع غزة, وسرق منها أكثر من 300 جثمان للشهداء". و أفاد أنه " أتلف عشرات الجثامين وقام بسرقة أعضاء حيوية من أجساد الشهداء ثم قام بإرجاعها وتم دفنها في مقابر جماعية جنوب قطاع غزة". و أضاف أنه من بين المقابر التي تعرضت للتدنيس والنهب, مقبرة الحي النسماوي, مقبرة الشهداء, مقبرة الفلوجة, مقبرة الشيخ شعبان, مقبرة كنيسة القديس برفيريوس, مقبرة الشيخ رضوان, مقبرة البطش,مقبرة بيت حانون, مقبرة علي بن مروان, مقبرة جباليا, المقبرة التونسية, مقبرة بني سهيلة و مقبرة البريج الجديدة". و أضاف السيد الثوابتة أن جيش الاحتلال الصهيوني نبش أيضا قرابة 1.100 قبر في مقبرة حي التفاح (شرق مدينة غزة)، حيث قامت آلياته بتجريفها وإخراج جثامين الشهداء منها, وداستها, وانتهكت كرامتها دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر". وكشف أنه "بعد نبش هذه القبور وتجريف بعضها, قام جيش الاحتلال بسرقة قرابة 150 جثمانا من جثامين الشهداء التي دفنت حديثا, وقام بترحيلها إلى وجهة مجهولة", ليخضعها لعمليات تشريح واسعة وينهب ما تبقى من الأعضاء الحيوية سليما. وكرر المحتل الصهيوني - حسب ذات المتحدث- "هذه الجريمة أكثر من مرة, وكان آخرها تسليم 80 جثمانا لشهداء كان قد سرقها من محافظتي غزة وشمال غزة, حيث عبث بها, و بعدها سلمها مشوهة و تم دفنها في رفح", مضيفا أن الاحتلال رفض تقديم أية معلومات حولها, رغم ظهور عليها تغيير في ملامحها وهو ما يؤكد جليا تعرضها لعملية سرقة الأعضاء". و أكد أن الاحتلال "يبقي هذه الجثامين عنده لفترة طويلة، حتى تميل إلى الذوبان أو إلى الاقتراب من التحلل, وبعد أن قام بسرقة أعضاء هؤلاء الشهداء, أغلق العمليات الجراحية التي نفذها على أجسادهم، ثم تعمد بتأخير تسليمها". و أشار إلى أنه "ظهر على كثير من هذه الجثامين ندوب وتمزيق واضح, ويختلف هذا من جثمان إلى آخر", و هو ما يؤكد انتزاع أعضاء حيوية منها على غرار "القرنيات والجلد وصمامات القلب والعظام وغيرها". و أدان السيد الثوابتة "بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء التي تدل على وحشية الاحتلال غير الأخلاقي, كما عبر استغرابه من المواقف الصامتة للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة تجاه مثل هذه الجرائم الفظيعة التي يرتكبها المحتل الصهيوني دون أن تحدد موقفها". و طالب كل دول العالم الحر والمجتمع الدولي ب"لجم الاحتلال الصهيوني ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".