انطلقت اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أشغال الملتقى الدولي الموسوم "توظيف الذكاء الاصطناعي في بناء المناهج التعليمية" الذي ينظمه المجلس الأعلى للغة العربية على مدار يومين (15- 16 مايو) بالشراكة مع مخبر الممارسات اللغوية في الجزائر والمركز العربي للخدمات التربوية بكندا, بمشاركة أساتذة وباحثين من الجزائر وخارجها. وأشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية, صالح بلعيد, في كلمته الافتتاحية بحضور رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان, عبد المجيد زعلاني, رئيس المجمع الجزائري للغة العربية, شريف مريبعي, مدير المركز العربي للخدمات التربوية بكندا, جعفر درغوثي, وممثلي مختلف الأسلاك الامنية, أن هذا اللقاء يهدف إلى "الاستفادة من مختلف التجارب الناجحة في مجال توظيف الذكاء الإصطناعي في قطاع التربية والتعليم وإعداد المناهج التي أثبتت نجاعتها في تعزيز جودة التعليم, ما يساهم في نقل التلميذ الجزائري إلى تلك البيئة الرقمية, لاسيما مع مسار التحول الرقمي في الجزائر". وذكر السيد بلعيد أن المشاركين في هذا اللقاء سيعكفون حضوريا أو بتقنية التحاضر عن بعد على "مناقشة عدة إشكاليات ذات صلة بصناعة المناهج التربوية استنادا إلى تطبيقات الذكاء الإصطناعي المستخدمة في التعليم والاستفادة من مختلف هذه البرامج والتطبيقات لتطوير مناهجنا التعليمية وتعزيز جودة الوسائل التعليمية التي تخدم المحتوى التعليمي الذي يلبي إحتياجات معلمينا, فضلا عن تقديم نماذج لإيجابيات هذه التقنيات الحديثة في رفع جودة التعليم وتحسين كفاءة الوسائل التعليمية وتعزيز فرص التعلم للجميع". وأكد المتحدث على "أهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في منظومة التربية والتعليم لانعكاساته الإيجابية لمواجهة تحديات التعلم والتعليم وتحقيق التنمية المستدامة ووضع سياسات لدعم التعليم المعزز بتقنيات الذكاء الاصطناعي", مبرزا أن "الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة ويشمل العملية التعليمية في المدارس العامة والخاصة والجامعات ومراكز البحث إضافة إلى تكيف هذه التكنولوجيا مع مختلف مناحي الحياة اليومية". وأشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية إلى أن "الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم بالنظر لقدرته على زيادة كفاءة وفاعلية المعلمين", لافتا إلى أنه "لابد من الرقمنة التي تنقلنا إلى تطبيقات الذكاء الإصطناعي في تطوير مناهج التربية والتعليم ضمن رؤية مستقبلية على الأقل في آفاق 2030". وأوضحت من جهتها رئيسة هذا الملتقى, وردية قلاز, أن هذا اللقاء يرمي إلى الإسهام في المجال المعرفي الهادف إلى "تحسين المناهج التعليمية وتطويرها والإستفادة من التجارب العالمية", موضحة أنه "تم إختيار المركز العربي للخدمات التربوية بكندا شريكا لهذا المحفل العلمي كونه مؤسسة متخصصة في صناعة المناهج التعليمة والتأليف والتدريب البيداغوجي بكندا التي تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث الأداء التعليمي". وتميز اليوم الأول من هذا اللقاء بتقديم مجموعة من المداخلات حول الذكاء الإصطناعي والمناهج التعليمية, وستتواصل أشغاله غدا الخميس بمشاركة أساتذة خبراء من كندا وتونس وليبيا والسودان ونيجيريا والكويت وغيرها, إلى جانب أساتذة وباحثين من جامعات ومعاهد جزائرية.