يمعن جيش الاحتلال الصهيوني في استهداف المدارس التابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقطاع غزة, منذ بداية عدوانه في السابع من أكتوبر الماضي, حيث حولها من مراكز آمنة للنازحين رغم انعدام شروط الحياة الكريمة فيها إلى أماكن للموت والدمار لا تختلف صور المجازر فيها عن ما يحدث خارجها. وبعد أن أجبر الاحتلال الصهيوني آلاف الفلسطينيين على النزوح من مساكنهم والاستقرار بمراكز الإيواء التابعة للأونروا, عمد إلى قصفها و ارتكاب أبشع المجازر بها, كان آخرها استهداف أربع مدراس في أقل من ثلاثة أيام متتالية, مما خلف العديد من الشهداء والجرحى جلهم من النساء و الأطفال. ويتعمد الكيان الصهيوني مسح طابع الأمان والأمل الذي أنشئت من أجله هذه المدراس, فحولها إلى مراكز مكتظة عن آخرها بالنازحين في بداية عدوانه على القطاع, ومنع توفير كل مقومات الحياة بها مما أدى إلى جعلها بؤرا للأمراض المعدية والفيروسات القاتلة, لينتقل إلى المرحلة الأخيرة في بطشه وهي القصف المباشر لهذه المدارس دون أي مبرر أو سابق إنذار. وفي هذا السياق, كشف المستشار الإعلامي للأونروا بقطاع غزة, عدنان أبو حسنة, في تصريح لوأج, أن الاحتلال الصهيوني قام "بتدمير 190 منشأة تابعة للأونروا من أصل 285 متواجدة على مستوى كامل قطاع غزة", مشيرا إلى أن قصف قوات الاحتلال لهذه المدارس أدى إلى "وقوع أكثر من 530 شهيدا من بين النازحين وجرح أكثر 1600 آخر". وأوضح أن هذه المدارس تم تدمير بعضها بشكل كلي, كما استهدف الجزء الآخر منها بشكل جزئي وبدرجات متفاوتة, مؤكدا أن "الأونروا لا تعرف سبب هذه الضربات التي تتعرض لها مدارسها بقطاع غزة و لا مبرر لذلك, بالرغم من أنها تزود قوات الاحتلال الصهيوني يوميا بإحداثيات هذه المراكز و يرفع فوقها علم الأممالمتحدة ورغم ذلك تم استهدافها وتدميرها". ولفت ذات المتحدث الى أن "الوضع في قطاع غزة هو وضع خطير", مضيفا أنه "عندما يتم حشر حوالي مليون وثمانمائة ألف (1.800.000 ) فلسطيني في حوالي 59 كم مربع لو ألقي حجرا عليهم سيقتل و يجرح, فما بالك باستخدام الطائرات والدبابات ضد هذه المدارس". وتابع "مدارس ومراكز الأونروا وعياداتها موجودة في قلب التجمعات السكنية, والجميع معرض بها لأخطار بالغة جراء القصف, مثلما يحدث في الشوارع أو في البيوت", موضحا أن "ما يحدث هو جنون غير مسبوق في قطاع غزة". وأكد أن الكيان الصهيوني "يشن منذ عقود حملة ضد الأونروا ويعتقد بأنها السبب في إدامة قضية اللاجئين الفلسطينيين", مبرزا أن "الهجمات على الأونروا تستهدف تصفيتها وأيضا تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين". وأفاد السيد أبو حسنة بان هذه المراكز هي "مراكز لإيواء مئات الآلاف من النازحين الذين نزحوا عشر مرات أو أكثر أو أقل في مختلف مناطق قطاع غزة". وأضاف المستشار الإعلامي للأونروا أن "مفوض هذه الهيئة, فيليب لازاريني, طالب بإجراء تحقيق مستقل وشفاف فيما يحدث بالنسبة لمنشآت الأونروا وتعرضها لضربات أدت إلى تدمير الثلثين منها وإلى مقتل حوالي 194 من موظفيها أي موظفي الأممالمتحدة و هذا يشكل سابقة خطيرة قد تشجع دول وهيئات أخرى في أماكن متعددة على استهداف الأممالمتحدة". وباستهداف الاحتلال لمراكز الأونروا التي تأوي مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الفارين من مجازره الوحشية التي يرتكبها في مختلف مناطق القطاع, تضاف إلى سجله الدموي صفحة أخرى من ممارساته اللاإنسانية و المروعة ضد المدنيين الفلسطينيين, وتؤكد مرة أخرى أنه لا مكان آمن في غزة, و لا أمان لمواطني غزة الذين تطاردهم أوامر الإخلاء للجيش الصهيوني كما تطاردهم دباباته وأسلحته المحرمة دوليا.