تم اليوم الثلاثاء بوسط مدينة وهران تدشين نصب تذكاري مخلد لروح الشهيد علي مقطيط منفذ عملية تفجير مقهى البرازيل (متجر ديسكو مغرب حاليا) سنة 1957 و ذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني للشهيد. وأشرف والي الولاية سمير شيباني رفقة السلطات المحلية والأسرة الثورية على تدشين هذا النصب التذكاري بحضور عائلة الشهيد الذي كان يبلغ 17 سنة من العمر لحظة استشهاده. وحضر مراسم التدشين مجاهدون و مؤرخون و مثقفون إلى جانب شقيق الشهيد و عدد من أبناء أخيه و تم خلالها تكريم عائلة الشهيد من قبل الوالي الذي ذكر بالدور البطولي للمجاهدين و منهم خاصة الشباب من أجل الحرية و الاستقلال. ومن جهته ثمن مقطيط بشير أخ الشهيد المبادرة القيمة التي أعادت الاعتبار لشهيد لا يعرفه الكثيرون بوهران قدم روحه مثله مثل العديد من أفراد عائلته فداء للجزائر. ولد الشهيد مقطيط علي بوهران في سنة 1940 و ترعرع بحي "المدينة الجديدة" وسط عائلة قدمت عددا من الشهداء و المجاهدين. و انخرط في النضال من أجل استقلال الجزائر في سن مبكرة في 13 سبتمبر 1957 و قاد عملية جريئة تمثلت في تفجير بواسطة قنبلة يدوية مقهى "البرازيل" الذي كان يرتاده عناصر القوات الاستعمارية الفرنسية ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم. وأثناء محاولته الهروب أصيب علي بجروح خطيرة و ألقي عليه القبض ليستشهد متأثرا بجراحه بعد يومين. ويأتي افتتاح هذا النصب التذكاري كثمرة عمل دؤوب قام به مؤرخو و مثقفو المدينة الذين عملوا منذ سنوات على إحياء ذكرى علي مقطيط و كان التزامهم الأساسي تسليط الضوء على التضحيات التي قدمها هذا البطل الشاب و نقش اسمه في الضمير الوطني الجماعي كما ذكر بالمناسبة. وقد تم تحويل هذا المكان الذي وقع فيه الهجوم إلى متجر لبيع الاشرطة الغنائية يسمى "ديسكو مغرب" والذي أقيم به هذا النصب التذكاري إعترافا بعمله البطولي.