افتتح اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة معرض للفنانين التشكيليين, الجزائري لياس كربوعي والإيطالي أليساندرو كاليزا, يضم أعمالا تم إنجازها في إطار إقامة فنية بالعاصمة, تجسيدا للتعاون الثقافي المشترك بين البلدين. ويضم هذا المعرض, الذي تحتضنه دار عبد اللطيف بالحامة إلى غاية 31 مارس, أزيد من 20 عملا فنيا, تم إنجازها بتقنيات مختلفة كالألوان المائية واللصق (الكولاج) والتركيب الفني, يتمحور موضوعها أساسا حول عناصر ومكونات التراث الثقافي المشترك ونقاط التقاطع والإنجذاب بينهما. وتعكس مجموعة الأعمال المقترحة رؤى فنية وجمالية وتقنية تستلهم من عناصر التراث ووحي الطبيعة في الفضاء المتوسطي المشترك, وقد عرضت بجمالية وبتسلسل وبتوزيع ضوئي مدروس, زادتها جمالا الألوان المنعكسة من هذه الأعمال على غرار الأزرق والأصفر والأخضر. وقد نجح الفنانان في إقامة حوار ثنائي بفعل استلهام إبداعاتهما من التراث والطبيعة ومن رؤى حداثية أيضا, ما سمح لهما بتقديم أعمال مميزة بقيمها وجمالياتها واستخدامها الذكي للرموز والحروف والأشكال الهندسية والألوان والخطوط وغيرها. وفي هذا الصدد, يعرض كربوعي, المعروف فنيا ب "أل أم أن تي", وهو من مواليد سوق أهراس, ثمانية أعمال معاصرة, تعتمد على توزيع الألوان ورمزية الحروف والخطوط والتي يعبر من خلالها عن مواضيع مختلفة, ومن عناوين لوحاته " عابير", "بهجة" و"دوام الحال من المحال". وقد عبر هذا الفنان عن سعادته لتقاسم فضاء العرض بدار عبد اللطيف مع الإيطالي كاليزا, لافتا إلى أن هذه الإقامة الفنية التي نظمتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمركز الثقافي الإيطالي بالجزائر كانت "فرصة للتواصل والاستكشاف" ول "الحوار الفني" أيضا. ومن جهته, يقترح كاليزا على الزوار مجموعة من أعماله بلمسة عصرية وتراثية في نفس الوقت, منها سلسلة من اللوحات ذات خلفية زرقاء تبرز نماذج من التراث المعماري الروماني كالقلاع والنصب التذكارية, وأخرى تجريدية. وقد أشار بدوره إلى أن هذا المعرض هو "ثمرة المشروع الفني الثنائي المنجز في إطار الإقامة الفنية التي انطلقت بداية شهر فبراير الجاري بدار عبد اللطيف, والتي كان موضوعها الغوص في الهوية والتراث لتقديم قراءة للواقع برؤية فنية", مردفا أن "الأعمال المنجزة تحث على التفكير حول حاضرنا ..".