شهدت مدن المغرب, اليوم الجمعة, احتجاجات عارمة جسدت الغضب الشعبي الكبير ضد تورط المخزن في خيانة القضية الفلسطينية, والرفض القاطع لعبور السفن الحاملة للأسلحة, عبر الموانئ المغربية, في طريقها إلى الكيان الصهيوني, لتسهم بشكل مباشر في ارتكاب مجازر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. الاحتجاجات العارمة جاءت استجابة لنداء "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" التي دعت إلى النزول المكثف تحت شعار: "لا لجعل موانئنا جسرا للمجازر", وذلك على خلفية تواطؤ المخزن في تمرير سفن أجنبية عبر موانئ المملكة, تحمل شحنات عسكرية موجهة للكيان الصهيوني في خضم عدوانه المتواصل على قطاع غزة. وقد خرج الآلاف في وقفات غضب حاشدة طالت عدة مدن منها: الرباط, الجديدة, أيت ملول, سلا, فاس, الحسيمة, الدار البيضاء, أكادير, مراكش وغيرها, معتبرين أن السماح بمرور هذه السفن, جريمة أخلاقية وسياسية مكتملة الأركان وشكل من أشكال التورط المباشر في دعم جرائم الإبادة الصهيونية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني, لا سيما في غزة حيث يقتل الأطفال جوعا وقصفا, وتدمر المستشفيات على رؤوس الجرحى والأطباء. وردد المحتجون شعارات مدوية ضد الخنوع الرسمي وارتهانه للضغوط, ورفضا لتحويل الموانئ المغربية إلى معابر لأسلحة الخراب التي تسفك دماء الفلسطينيين, مؤكدة أن الشعب المغربي لا يقبل أن يكون طرفا في دعم آلة الإبادة, وأن الكرامة الشعبية تأبى أن تدنس بأي شكل من أشكال التطبيع أو التواطؤ مع الكيان الصهيوني. وفي سياق مواز, أكدت "الجبهة المغربية لنصرة الأمة", في بيان شديد اللهجة, أن السماح بدخول سفن محملة بشحنات عسكرية متجهة إلى الكيان الصهيوني, هو خيانة صريحة للقضية الفلسطينية واستهانة بدماء الأطفال والنساء في غزة, مضيفة: "لن نسمح بتحويل موانئ المغرب إلى جسور لنقل أدوات القتل والإبادة, وسنقف بكل الطرق في وجه هذا التواطؤ المخزي". وقالت أن الهبة الشعبية التي شهدتها مختلف مدن المملكة اليوم, هي انتفاضة جماهيرية ضد سياسات المخزن التي أصبحت واضحة في خيانتها للقضية الفلسطينية, داعية إلى إلغاء كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني, حيث يرفض الشعب المغربي تواطؤ المخزن, ويرفض أن تتحول موانئه إلى جسر للمجازر. من جهتها, أعلنت نقابة "الاتحاد الوطني للشغل" بالمغرب عن موقف حازم رافض لأي شكل من أشكال التعاون مع السفن المحملة بالعتاد العسكري الموجه إلى الكيان الصهيوني, ودعت جميع العمال والمستخدمين والأطر إلى مقاطعة هذه السفن بكل الوسائل المتاحة, بما في ذلك تفريغ الشحنات, التزود أو أي خدمات لوجستية أخرى. وشددت النقابة على أن المشاركة في دعم هذه السفن هو تواطؤ مباشر مع جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني, ووصفت ذلك بأنه خيانة للقيم والإنسانية. وطالبت باتخاذ مواقف حازمة ضد السماح لهذه السفن بالمرور أو الرسو في الموانئ المغربية, مشيرة إلى أن ذلك يشكل تحديا لمواقف الشعب المغربي الثابتة في دعم القضية الفلسطينية, مؤكدة أن أي تساهل في هذا الشأن يعكس استهتارا بدماء الأبرياء في فلسطين, ويعتبر جريمة في حق الشعب المغربي الذي يرفض أن يكون شريكا في دعم آلة القتل الصهيونية.