بريتوريا (جنوب افريقيا) - لن يكون أمام الفريق الوطني الجزائري خيارا أخرا بعد ظهر يوم الأربعاء ببريتوريا أمام الولاياتالمتحدة إلا الفوز لتحقيق التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم لكرة القدم وإهداء الشعب الجزائري لحظات جديدة من الفرح و النشوة. فقبل 24 ساعة من هذا "النهائي" فان الخضر عاقدون العزم أكثر من أي وقت مضى لكي يجعلوا من هذا المنعرج قفزة عملاقة في تاريخ كرة القدم الوطنية التي انتشت و عادت للساحة الكروية العالمية من خلال التأهل إلى كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة. وفي هذا الصدد، أكد رفقاء عنتر يحي إرادتهم على بذل كل ما في وسعهم من أجل كسب تأشيرة التأهل إلى الثمن النهائي مشيرين إلى أنهم سيقاتلون على أرضية الميدان إذا اقتضى الأمر ذلك من اجل الفوز بهذا اللقاء. مثل هذه التصريحات تعطي فكرة عامة عن الإرادة التي تميز أشبال رابح سعدان و الحالة النفسية التي سيباشرون بها هذا اللقاء الهام و المصيري. إن ال90 دقيقة من الجد و العمل و التنافس لفرحة خالدة تعد بمثابة الدافع الكبير الذي تحفز التشكيلة الوطنية التي تعيش في أجواء استثنائية و التي تجد نفسها مرة أخرى مرغمة على تحقيق المستحيل كما عودوا دائما ملايين المشجعين لما تفرض عليها الظروف ذلك. فبعد لقاء بطولي أمام انجلترا، الذي كان بإمكان الخضر "بفارق هجومي اكبر" ترويض فريق "الأسود الثلاثة" هاهم أشبال سعدان يستعدون من جديد يوم الأربعاء ببريتوريا إلى إعادة الكرة أمام فريق الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي يوجد هو أيضا في نفس الوضعية و يسعى إلى تحقيق الفوز و إلا فسيعود إلى الديار. سيبذل الفريقان في هذا اللقاء بدون أدنى شك كل ما لديهم من قوة لكن و كما أكده المهاجم رفيق جبور "فانه بفضل الفلسفة الخاصة بالجزائريين و الإرادة التي سيتحلون بها فانه من الصعوبة بمكان الوقوف في طريقه". وستكون المهمة بدون ادنى شك مليئة بالعقبات بالنظر الى الامكانيات التي اظهرها الفريق الامريكي امام انجلترا و خاصة امام سلوفينيا حيث تمكن من تعديل النتيجة بعد ان كان منهزما بنتيجة (2-0) و يبدو فريق صعب الترويض و لا يستسلم أبدا و سريع في بناء هجماته. إن نقطة الضعف الوحيدة التي توجد امام الفريق الجزائري تتمثل في كون دفاع تشكيلة برادلي تتميز ببعض الضعف الواضح حيث يمكن للاعبين الجزائريين استغلاله. لقد قام زملاء زياني بتحليل و دراسة وافية لنقاط قوة وضعف هذا الخصم "المحترم حقيقة لكن بالامكان هزمه". في هذا الصدد، يقول عديد اللاعبين البارزين في التشكيلة الجزائرية على غرار كريم زياني او حسن يبدة "لدينا فكرة خاصة عن الفريق الامريكي الذي يشكل كتلة متلاحمة و يضم بعض الفرديات الجيدة الا ان لدينا فكرتنا حول كيفية الفوز عليهم" معربين عن "وعيهم" باهمية اللقاء و مالذي يجب القيام به من اجل الفوز. "جميعنا في الهجوم" من اجل تحقيق الانتصار ينبغي تسجيل الأهداف و يبدو أن ذلك أضحى نقطة ضعف تشكيلة رابح سعدان التي تجد صعوبات في تجسيد فرصها الهجومية العديدة إلى أهداف لغياب الهدافين كما ان المهاجمين الجزائريين على غرار جبور و مطمور و ربما غزال و صايفي بمستوى اقل يجدون صعوبات جمة في ايجاد الحلول للتسجيل. فعلى سبيل المثال لم يسجل هؤلاء خلال مقابلاتهم السبع الاخيرة الا هدفا وحيدا في لقاء ودي امام الامارات العربية المتحدة بوم 5 جوان المنصرم بنورمبرغ انه حصاد باهت وضعيف لا يعطي الامل في اداء مشوار طويل في هذا المونديال الذي يعج بالمهاجمين البارزين على غرار البرتغاليين و الارجنتينيين و الالمان او البرازيليين. وأمام هذا الوضع الذي يتطلب الفوز و مواصلة المسار في كاس العالم او المغادرة غداة اللقاء لم يعد للمدرب رابح سعدان خيار اخر سوى التخلي عن حذره المعهود و وضع خطة تكتيكية اكثر هجومية ترتكز على الهجومية وترك العين الاخرى مفتوحة على الدفاع حيث تمكن حتى الان كل من حليش و بوقرة و عنتر يحي و نذير بلحاج من اداء واجبهم على احسن وجه. في ذات الإطار يشير رفيق جبور الذي قد يخلف يوم الاربعاء زميله رياض بودبوز في التشكيلة الأساسية كمهاجم إضافي الى انه يجب على المنتخب الوطني اللعب متقدما "لاننا لا نملك خيارا اخر". و سيساعد جبور كل من كريم مطمور الذي يجد ضالته في الجناح الايمن عوض مهاجم محوري على الرغم من انه ادى ما عليه امام المدافعين الانجليز. أما وسط ميدان الخضر عدلان قديورة فيقول قبل 24 ساعة من هذا اللقاء المصيري "كلنا الى الهجوم فليس لدينا ما نخسره اذ سنلعب من اجل الفوز لان اي نتيجة اخرى ستقصينا لذلك لنلعب جميع أوراقنا حتى لا نندم بعد ذلك".