سطع اسم الفنان التونسي لطفي بوشناق في السهرة الثالثة من عمر مهرجان تيمقاد الدولي بباتنة في طبعته 32 فكان نجم مدينة تامقودي دون منازع. و قدم الفنان بوشناق الذي يكن له الجزائريون احتراما وحبا كبيرين أجمل أغانيه التي تحمل بصمة خاصة زادت في شعبيته في العالم العربي وفي الجزائر لاسيما في أوساط العائلات ومحبي الفن الراقي والكلمة النظيفة الهادفة. فمن "أنا حبيت وتحبيت" الى "أمان أمان يا زمان"و "عش ما شئت يا صغيري" مرورا ب "أنتي شمسي" ثم "خلتي يا خلتي" التي صفق لها الجمهور مطولا وطلب تكرارها مرة ثانية لانها خرجت من القلب واستقرت في القلب في أجواء حميمية خيمت على ركح ومدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد. ورحل ضيف الجزائر و تيمقاد بالحضور الى عالم من الاحاسيس المرهفة والمشاعر الفياضة فكانت ليلة من ألف ليلة استمتع فيها الجمهور الذي كان ذواقا الى حد النخاع بشهادة الفنانين الذين مروا على ركح تيمقاد. ولم يخف الفنان لطفي بوشناق اعجابه بالصرح الجديد الذي قال عنه بانه "مفخرة للفنانين الجزائريين والعرب وما علينا سوى حسن استغلاله" مشيرا الى "العلاقة الوطيدة التي تربط الشعبين الجزائري والتونسي فالجزائر وتونس اخوة يضيف الفنان بوشناق". وصرح ضيف تامقودي في الندوة الصحفية بانه يحمل في كلماته و اغانيه رسالة حب وسلام وعدالة للعالم "لانه من الواجب علينا أن نكون مرآة لعصرنا" ليؤكد بأن الركح بالنسبة له شيئ مقدس ومنه ومن تيمقاد يوجه نداء لرفع الحصار على غزة وكل المظلومين فيها. أما مفاجئة السهرة فوقعتها فرقة الويغورية من الشينجينانغ (الصين الشعبية) التي أمتعت جمهور تامقودي برائعة فقيد الاغنية الاوراسية كاتشو "أي دمي أي دمي" التي قال عنها المقربون من الفنان بأنها كانت نابعة من تجربة مريرة عاشها المرحوم. وقدمت الفرقة التي سبق وأن شاركت في آخر طبعة لمهرجان تيمقاد الدولي على ركح المسرح الروماني في سنة 2009 وصلات غنائية وموسيقية تحمل الكثير من التشابه مع الطبوع العربية. واكتشف الجمهور من خلال اللوحات الراقصة التي قدمت له بمدى تعلق هذه الفرقة التي تنحدر من احدى القوميات الصينية المسلمة بالتراث الاسلامي العريق حيث يتخذ عناصرها من الفن المستمد من هذه الحضارة التي سطعت على العالم ذات يوم وسيلة للتعريف بهويتهم وانتمائهم وكذا تميزهم عن القوميات الاخرى التي تشكل موطنهم الصين. وعبرت رئيسة الفرقة الفنانة "أي تولان" ومعناها بالعربية "آية الله" عن افتخارها وباقي أعضاء الفرقة بانتمائهم للحضارة الاسلامية وأكدت في الندوة الصحفية التي نشطتها بأن الفرقة حين غنت السنة الماضية على ركح المسرح الروماني اعتراها إحساس بأنها دخلت التاريخ وان الوقوف على مثل هذا المعلم ذي الشهرة العالمية له نكهة خاصة. وتحدثت "آية الله" عن تجربتهم في الطبعة الفارطة في أداء مقطع من احدى الاغاني الاوراسية في ثنائي مع الفنان ماسينيسا وبحضور المرحوم كاتشو والتي سبقها قبل ذلك بسنوات اعادة أغنية "أي فافا اينوفا" للمطرب القبائلي ايدير دون أن تكون لهم دراية بأن الاغنية جزائرية. و أكدت مترجمة الفرقة السيدة فطيمة رحال الجزائرية بأن فرقة الويغورية تحمل في جعبتها مشروع لانجاز كليب لأغنيتين بالمسرح الروماني بتيمقاد موضحة بأن كل الترتيبات قد أتخذت وتبقى فقط موافقة وزارة الثقافة. فأجواء الفرح كانت عارمة سهرة هذا السبت بتيمقاد حيث عاش الجمهور سويعات في كنف النغم الاصيل ليفترق الجميع على أمل العودة السهرة الموالية التي ستكون مغاربية محضة بصوتين نسويين الاولى مغربية الفنانة داودية والثانية جزائرية حملت بين أضلعها حبا دفينا لتراثها الاوراسي العريق فأبدعت في تقديمه للاخر في بلاد الغربة وكامل أوروبا فنانة اسمها حورية عايش.