ركز المشاركون في الندوة الإقليمية حول تنمية البريد العاجل الدولي و تحسين نوعيته في المنطقة العربية يوم الأحد بالجزائر العاصمة على ضرورة اعتماد استراتيجية "واضحة" لرفع مستوى خدمة البريد العاجل الدولي. و أوضح الأمين العام لوزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال محمد باييت خلال افتتاحه لأشغال هذه الندوة أنه نظرا لشساعة المنطقة العربية يتحتم عليها وضع استراتيجية "واضحة" لرفع مستوى خدمة البريد العاجل الدولي "ليتماشى والمعايير العالمية". و أضاف أن هذه الإستراتيجية "لابد أن تتبنى تسيير حديث لخدمة البريد العاجل حتى تكون ذات قيمة و مصدرا هاما للمداخيل". و أشار إلى أن هذه الندوة هي فرصة للتفكير في الوسائل و الطرق "المثلى" لضمان مستقبل خدمة البريد العاجل الدولي و حمايتها من التهديدات التي تواجهها. و أفاد أن الهدف من هذه الندوة أيضا هو "تحسين تنظيم هذه الخدمة من حيث السعر والنوعية وكذا تحديد إطار التعاون بين الدول العربية و ذلك من خلال وضع شبكة إلكترونية تسمح بمتابعة كل العمليات المتبادلة بين هذه الدول". من جانبه اعتبر المدير العام لبريد الجزائر بوثلجة عماري أن خدمة البريد العاجل تحتاج إلى شبكة معلوماتية مترابطة تقنيا وعمليا مشيرا إلى أن هناك معطيات يجب اتخاذها منذ إيداع الطرد أو الرسالة إلى غاية تسليمها. و أكد أن المديرية العامة لبريد الجزائر "قامت باقتناء كل البرمجيات والوسائل التي تسمح بمواكبة العصرنة والفعالية لهذه الخدمة من حيث التوزيع و إشعار الزبون بكل المراحل التي يمر بها الطرد إلى غاية وصوله إلى صاحبه". و في سياق متصل أوضح المدير العام للمكتب الدولي للإتحاد البريدي العالمي إيدوارد دايام في رسالة بعث بها إلى المشاركين في الندوة أن نوعية الخدمات المقدمة فيما يتعلق بالبريد السريع العاجل لا تلبي احتياجات الزبون المتغيرة التي تعتمد أساسا على الفورية. و أكد ذات المتحدث على أهمية إيلاء الأهمية إلى أداء خدمة البريد العاجل من حيث التوزيع في الوقت المحدد و المسح الضوئي عند التوزيع. و تطرق إلى نظام الرصد العالمي الذي يدخل في إطار نوعية الخدمة وهو مبني على أحدث تقنيات التعرف على البريد العاجل بواسطة الترددات الراديوية. و أشار إلى ان نوعية الخدمات هي العامل الأساسي الذي يلح عليه الزبون والذي يعتبر أيضا أحد محددات المنافسة بين المتعاملين الخواص و التي تميزها استعمال التكنولوجيات الحديثة في هذه الخدمة. و أفاد أن معيار التحسن من حيث توزيع البريد العاجل انتقل من 80.5 بالمائة في 2004 إلى 90.6 بالمائة خلال شهر ماي الماضي. و دعا المدير العام للمكتب الدولي للإتحاد البريدي العالمي إلى أن تحسين خدمة البريد العاجل يجب أن تراعى فيها عدة شروط من بينها ضرورة أن تكون جميع عناوين بعائث البريد العاجل الدولي عناوين صحيحة بالإضافة إلى وجوب وضع معايير التوزيع و قياسها بصورة مستقلة و تحديد مشاكل النقل والسعي إلى حلها. يشار إلى أن هذه الندوة التي تتواصل أشغالها إلى غاية يوم الخميس بتنظيم ورشات والتي تخللتها مشاركة 16 دولة عربية تميزت أيضا بتنظيم معرض للطوابع البريدية التي أرخت لمختلف الحقب التي مرت بها الجزائر.