يراهن مسؤولون جزائريون على إحلال نظام إلكتروني شامل في البلاد بحلول عام 2013 لتتويج مشروع الجزائر الالكترونية وتعميم استخدام الانترنت في البلاد، في إطار نظام المعلوماتية في قطاع الاتصالات والبنوك وعبر مكاتب البريد، إضافة إلى الإدارة الالكترونية وإدماج تكنولوجيات الإعلام في قطاعات التربية والتعليم والتكوين خلال المرحلة القليلة المقبلة. وشكل موضوع تعميم استخدام الانترنت في الجزائر ''إي - الجزائر ''2013 محور اجتماع ضم خبراء من وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والحظيرة المعلوماتية لسيدي عبد الله في الندوة المنظمة، أمس، على هامش الصالون الدولي للمعلوماتية والاتصالات 2010 المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري، وجرى التأكيد في أعقابها على حساسية فتح سوق تكنولوجيات الإعلام والاتصال كأكثر من ضرورة بالنسبة للتنمية الاقتصادية المحلية وكذا للتنمية الاجتماعية والثقافية للمجتمع الجزائري ككل وتهدف الخطوة بحسبهم إلى الانتقال إلى نمط تسييري إلكتروني فعال يكفل نجاعة أكبر في الحكم من حيث خلقه بوابة إلكترونية تربط بين مؤسسات الدولة ومواطنيها. ويشير تقرير إلى أن عدد مستعملي الأنترنت في الجزائر انتقل من عشرة آلاف شخص سنة 2000 الى 5,4 مليون نسمة، بينما ارتفع عدد المزودين بالأنترنت إلى 80 متعاملا، تماما مثل عدد مقاهي الأنترنت التي أصبحت تقارب السبعة آلاف مقهى، وتراهن السلطات على بلوغ 5 ملايين مشترك قبل العام القادم و60 مليون مشترك في آفاق .2025 ووقف العديد من إطارات والمتعاملين في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال في نقاش مفتوح عند أهم المحطات التي تم تجسيدها منذ تبني مشروع الجزائر 2013 والتي تهدف إلى تقريب الإدارة من المواطن من خلال تعميم استعمال التكنولوجيات الحديثة في كل مجالات النشاط الإعلامي والتي ترمي إلى امتلاك كل مواطن حاسوبا شخصيا والاشتراك في شبكة الأنترانت ذات التدفق العالي والتكوين المستمر والإلمام بميدان التكنولوجيات الحديثة للاتصال علاوة على تلقين المواطن كافة المعارف المتعلقة بعناوين المواقع الالكترونية التي تهمه. ولإنجاح هذه الإستراتيجية، يقول المشاركون، يستوجب وضع بنية تحتية فعالة مثل شبكة اتصال قوية غير معرضة للانقطاع المتكرر، مع إعادة النظر في بعض القوانين التي تسير القطاع والوصول إلى بعض السبل الحديثة لضمان السير الحسن لهذا البرنامج وإنجاحه. وفي هذا الإطار، عكفت الوزارة على ذلك من خلال تطوير مجمع اتصالات الجزائر الذي شرع أيضا في تحديث شبكته وكانت الوزارة قد باشرت في إعداد برنامج ''أسرتيك 2 '' عن طريق ما يسمى بعملية تجزئة الفئات، أي مساعدة ودعم ومرافقة كل فئة على حدة كالتلاميذ والطلبة والمعلمين وأصحاب الوظائف الحرة. كما أن تحسين الكفاءة البريدية وتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في كل المجالات والميادين هو الهدف المبتغى للنهوض بوضعية القطاع عامة والتكفل على أفضل وجه بالخدمات المقدمة للزبائن أينما كانوا، من خلال تبني برنامج طموح للاستعمال والانتفاع بشكل أفضل وأليق بفضاءات الأنترنيت وتوسيعها خاصة بدور الشباب والمراكز الثقافية والمؤسسات العمومية والخاصة، ويرادف هذا عماليات تستهدف تحسين البنية التحتية للاتصالات اللاسلكية وتوسيع هذه الشبكة خاصة إلى المناطق الريفية النائية. وتتطلع اتصالات الجزائر لتوفير خدمة أنترنيت سريعة بسعة تدفق تبلغ 20 ميغا، حيث وأوضح المتدخلون في هذا الإطار أن الهدف يتمثل أساسا في تزويد ستة ملايين مواطن بهذه الخدمة خلال السنوات المقبلة، معتبرين أنه من غير المقبول الاستمرار في السير بأنترنيت ذات سرعة ضعيفة. وشدّد المشاركون في هذا الصدد على ضرورة استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لتطبيق أغلبية الخدمات عن بعد باعتبار أن المواطن له علاقة يومية مع الإدارة وللقضاء على المشاكل الموجودة على مستوى مكاتب البريد. وتبقى إستراتيجية الدولة في قطاع البريد والتكنولوجيات تقوم على جعل تكنولوجيات الاتصال والمعلومات في خدمة المواطن، مما سيجعل الإدارة الجزائرية إدارة عصرية وقريبة من المواطن، ليتمكن مستقبلا من الحصول على الوثائق التي يحتاجها من المصالح المحلية المختلفة عن بعد وبالتالي التخلص من مشكلة البيروقراطية وهذا من خلال الإستراتيجية التي تم ضبطها في قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في آفاق 2013 وتطوير صناعة تكنولوجيات الإعلام والاتصال، لكي لا تبقى الجزائر تستهلك ما ينتج في الخارج لاسيما أن قطاع التكنولوجيات يتطور بوتيرة سريعة، مما يتطلب التحكم في هذه التكنولوجيات عن طريق البحث العلمي والتطور التكنولوجي والابتكار. وبأجنحة العارضين التي تتكون أغلبها من مؤسسات وطنية من القطاعات العمومية والخاصة التي تنشط في مجال الإعلام الآلي وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ووسائل الإعلام تم فتح 2000 فضاء جماعيا للأنترنيت لتكوين وتحسيس الجمهور العريض حول إستعمال الأنترنيت وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.