استطاع المهرجان الوطني لموسيقى الحوزي الذي ستختتم فعالياته سهرة اليوم الاثنين بتلمسان استقطاب مئات المعجبين بهذا الطابع الغنائي الأصيل. وقد سجل توافد يومي لهواة موسيقى الحوزي سواء كانوا عائلات أو مجموعات من الأصدقاء على المعلم التاريخي "الحوض الكبير" لقضاء سهرات فنية ممتعة نشطتها جمعيات موسيقية شابة التي تبرز بشكل جلي ارتباطها بهذا الثرات غير المادي الذي تتقنه بأداء متميز. وقد شهدت هذه التظاهرة الفنية الوطنية التي استمرت قرابة الأسبوع تعاقب عدة جمعيات مشهورة على غرار "الموحدية" لندرومة و"النهضة" من وهران و"أحباب الشيخ العربي بن صاري" لتلمسان و"الانشراح" من قسنطينة وغيرها من الفرق التي نالت اعجاب الجمهور من خلال الأعمال المقدمة المقتبسة من الثرات الشعري الحوزي المتوارث عن الشيخ سعيد المنداسي وبن تريكي. وللإشارة تميزت سهرة أمس الأحد أي ما قبل الأخيرة في هذا المهرجان الذي عرف مشاركة أسماء لامعة في الموسيقى الأندلسية الجزائرية أمثال أحمد سري وقدور درسوني وآخرين كالشيخ صالح بوكلي حسان بالصعود على الركح لجمعيات "أحباب الصادق البجاوي" من بجاية و"الغرناطية" و"الأوتار" من تلمسان. و يذكر أن جمعية "أحباب الشيخ الصادق البجاوي" التي كان هذا الأستاذ الكبير وراء بروزها غداة الاستقلال قد حددت لنفسها مهمة ديمومة عملها الرامي إلى نقل والحفاظ على الارث الموسيقي والثقافي الوطني. أما جمعية "الغرناطية" لتلمسان فقد تأسست في شهر أفريل 1964 حيث عملت لفترة طويلة على نطاق واسع في حقل الموسيقى الجزائرية الأندلسية. وقد اشتهرت هذه الفرقة التي تألقت في مجال التكوين بنوعية الأعمال الفنية المقدمة كما تزخر برصيد هام من الجوائز خلال مشاركاتها في المهرجانات الوطنية واللقاءات الدولية. وستعلن لجنة التحكيم المتكونة من الفنانين زكية قارة تركي وحاكم اسماعيل وبغدادلي أحمد ومروان عبد المالك عن أسماء الجمعيات المتوجة خلال سهرة اليوم الاثنين لتختتم بذلك فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الوطني لموسيقى الحوزي لتلمسان.