أحيت يوم الأحد العائلة الثورية بولاية البليدة و مختلف نواحي الوطن الذكرى التاسعة و الأربعين لاستشهاد الشهيد البطل جيلالي بونعامة المعروف باسم "سي محمد". وبالمناسبة، احتضنت فيلا "النعيمي" التي يتواجد بها النصب التذكاري للشهيد "جيلالي بونعامة" الوقفة الترحمية على روح البطل قائد المنطقة الثالثة "ونشريس" و ذلك بحضور كل من السيد سعيد عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين و العقيد يوسف الخطيب المدعو سي حسان قائد الولاية التاريخية الرابعة و المجاهد لخضر بورقعة و العديد من الوجوه الثورية إلى جانب أفراد عائلة الفقيد. وعقب رفع العلم الوطني تحت أنعام النشيد الوطني و قراءة الفاتحة و وضع أكاليل من الزهور تحت النصب التذكاري الواقع بقلب مدينة البليدة أبرز رفيق دربه المجاهد سي عمار أو رمضان خصال و تضحيات رئيس المنطقة الثالثة الذي أهدى شبابه فداءا للوطن حيث كان لا يتعدى عمره ال35 سنة. وأضاف نفس المتحدث في كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن الشهيد بونعامة يعد من الرجال القلائل الذين أنجبتهم الجزائر كما "يعد و من دون شك وفق شهادة أحد القوات الفرنسيين "شارل موريس" من أكبر القادة بالنسبة لهذه الجهة". من جهته، ذكر الأمين العام لمنظمة المجاهدين في كلمته التي ألقاها أن الهدف من وراء هذه الوقفة علاوة على إحياء ذكرى رمز من رموز الثورة التحريرية المظفرة فإنها ترمي إلى تذكير "أنفسنا و الأجيال الصاعدة بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري حيال تحرير الجزائر من 132 سنة من عمليات الإبادة و القهر." و ذكر الأمين العام لمنظمة المجاهدين "أن الهدف الأسمى الذي نصبوا إليه و الذي نود إبلاغه للأجيال الصاعدة هو أن لا تكون تضحيات هذه الأخيرة أقل أهمية و درجة من تضحيات جيل الثورة في بناء و تشيد الوطن و ذلك من أجل جزائر قوية و شامخة". ويعد الشهيد جيلالي بونعامة الذي ولد في 16 أفريل 1926 بقلب الونشريس عضوا فعالا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية. كما التحق بالمنظمة الخاصة و ظل ينشط في المجال السياسي ثم الثوري و بفضل حنكته و حيوته استطاع أن يجعل من منطقة الونشريس قلعة قوية و منطقة محرمة بالنسبة للقوات الفرنسية و ذلك في الفترة الممتدة من صيف 1957 إلى سنة 1958 بعد أن رقي إلى رتبة قائد المنطقة الثالثة. ومع نهاية سنة 1958 عين بمجلس الولاية الرابعة كرائد عسكري إلى جانب سي أمحمد بوقرة و بعد استشهاد هذا الأخير واصل الشهيد جيلالي بونعامة تسير إدارة الولاية إلى غاية تاريخ 8 أوت من سنة 1961 أين أعد العدو الفرنسي له العدة بمساعدة فيلق "لاكوس" من فرنسا أين قضى عليه رفقة ثلاثة من رفقاء دربه أثناء معركة طاحنة بقلب مدينة البليدة.