يعرف سوق الجملة للخضر و الفواكه للحطاطبة الواقع بتراب ولاية تيبازة خلال هذا اليوم الأول من شهر رمضان المعظم حركية مميزة و توافدا كبيرا من طرف بائعي الخضر و الفواكه و الوسطاء و كذا الفلاحين الذين يقصدون هذه المساحة التجارية للتموين بمختلف المنتوجات الفلاحية. وأنت تتجول بهذه السوق تلاحظ شتى أنواع الخضر و الفواكه المعروضة و الموجهة لفائدة هؤلاء الوسطاء التجاريين و كذا الأعوان الشباب الذين يجرون العربات نحو المركبات المركونة بالسوق لإفراغ السلع الوافدة من مختلف مناطق الوطن و المتوجهة نحو ولايات أخرى وسط أجواء من الزحمة و الاكتظاظ. وتتراوح أسعار المنتجات الغذائية الموسمية كالطماطم مثلا بين 10 و 15 دينار للكيلوغرام الواحد وذلك وفق النوعية و الفلفل الأخضر بين 20 و 25 دينار وحسب المعيار. أما عن أسعار الجزر و الكوسة و اللفت فتبقى نوعا ما مرتفعة إذ بلغ سعرها على التوالي 50 و 60 و دينار للكيلوغرام الواحد باعتبار أن هذه الخضر تستعمل بكثرة من طرف العائلات بوسط البلاد في أطباق الشربة. و نفس الوضعية بالنسبة للفواكه الموسمية كالعنب الذي قفز إلى 60 دينار للكلغ و كالإجاص إلى 50 دينار و الخوخ ما بين 40 و 50 دينار فيما ارتفع سعر التمور إلى سقف 230 دينار عن الكلغ الواحد. وتبقى أسعار الخضر و الفواكه المعروضة وفق ما أكده مدير هذه المنشأة التجارية السيد سمسارعلال تخضع لمنطق الطلب و العرض .غير أن الأسعار على مستوى سوق التجزئة تتضاعف مرتين .كما أشار إلى احتمال انخفاض أسعار هذه السلع مع دخول السوق منتوجات موسمية. وتعرض بمدخل السوق أسعار مختلف السلع على اللوحة الإلكترونية حيث يشهر على تحيينها على الساعة الثامنة صباحا و منتصف النهار و هو ما يفسر التذبذبات المرتبطة بالعرض و الطلب. ويتربع سوق الحطاطبة الذي أنشأ سنة انشقاق المؤسسة الوطنية لتوزيع المواد الغذائية "المؤسسة الأم" - التي يعود تاريخ استحداثها لسنة 1993 ثم حولت إلى مؤسسة لسوق الجملة للخضر و الفواكه سنة 2006- على مساحة إجمالية تقدر ب 40 ألف متر مربع منها 11080 متر مربع مغطاة بها 168 مربع لفائدة بائعي الخضر و الفواكه بالجملة 120 منها مغطاة. وتخضع هذه السوق لحراسة مشددة على مدار الساعة و ذلك بفضل15 كاميرا التي ترصد كافة أجزاء السوق إلى جانب زهاء 50 عون حراسة نصفهم تابعون للمؤسسة. وتستمد هذه المؤسسة مداخليها من عائدات بيع تذاكر الدخول للسوق و التي تقدر ب 800 دينار بالنسبة لكل مركبة من الوزن الثقيل. كما تضع المؤسسة تحت تصرف قاصديها من وسطاء و بائعي الخضر 450 عربة يدوية. ويتمتع سوق الجملة للحضر و الفواكه للحطاطبة بسمعة جهوية كما أضحى اليوم يضيف مدير هذه المؤسسة سوقا وطنيا و ذلك بالنظر لعدد الوافدين إليه و من مختلف ولايات الوطن خاصة من ولايات الجنوب. وتأمل هذه المؤسسة التي تحقق أرباحا و مداخيل معتبرة وفق ما ذكره مديرها في استفادتها من عمليات توسعة تليق بالمكانة التي تتمتع بها. و يشهد حاليا سوق الجملة بالحطاطبة مرور ما معدله 700 إلى 800 طن من الخضر و الفواكه في اليوم الواحد مما يعادل 18000 إلى 36000 طن في الشهرالواحد.ويمكن لهذه الحمولة أن تصل إلى 1500 طن في اليوم خلال شهر رمضان الكريم. ويضيف ذات المصدرأن عائدات السوق تأتي من بيع تذاكر دخول المركبات التي يصل عددها إلى 2000 مركبة يوميا وليس من كراء مربعات عرض السلع التي تقدر ب 168 مربعا مجموع مساحتها يصل إلى 9500 م2 منها 7560 م2 مغطاة وكذا 10 غرف تبريد بقدرة استيعاب 2300 م 3 تؤمن بدورها مداخيل إضافية للسوق. كما توظف مؤسسة سوق الجملة للخضر و الفواكه 92 عاملا يسهرون على السير الحسن للعمليات التجارية داخل السوق الذي يضم 168 بائع بالجملة و 400 عربة تنقل السلع بالإضافة إلى 45 عون أمن مكلفون بحراسة السوق و المناطق المحيطة تدعمهم في ذلك 12 كميرا مراقبة تعمل على مدار الساعة. وفي سياق آخر ينتظر أن تتدعم ولاية تيبازة قريبا بسوقين جديدين للجملة بكل من الداموس والحميدية ببلدية شرشال تتكفلان بمشكلة ضبط سوق الخضر و الفواكه التي أصبحت حسب ما أكده مسؤولو الولاية أمرا ملحا للمنطقة الغربية لتيبازة التي تزخر بهذه المنتوجات لا سيما على مستوى هضبة آيزرالتي استفادت من عمليات فك العزلة و كذا المنطقة الفلاحية مناصر إلى جانب منطقة الداموس التي تنتج 80% من خضروات الولاية. ومن المنتظر أن يساهم كل من مشروع سقي2880 هكتار من الساحل الغربي للولاية واستلام سد كاف الدير بطاقة استيعاب 120 مليون م3 حسب ما ذكره مسؤول الهيئة التنفيذية أثناء بعث أشغال هذين السوقين في تدعيم قطاع الزراعة بالولاية.