أكد المشاركون في الورشة الدولية حول الطاقات المتجددة وتطبيقاتها التي اختتمت اليوم الأربعاء بجامعة الحاج لخضر بباتنة على ضرورة استعمال الهيدروجين بالجزائر كمحور طاقوي مستقبلي. وأرجع في هذا السياق الباحث بوزيان مهماه من مركز تطوير الطاقات المتجددة بجامعة بوزريعة بالجزائر العاصمة هذا الاختيار إلى كون "الهيدروجين يعد الأداة الفعالة لتخزين مختلف المصادر الطاقوية المتجددة بنوعيها الحراري والكهربائي على شكل غاز". فالهيدروجين -يضيف ذات الباحث- "يعد المكمل الأساسي والواعد للطاقات المتجددة. كما يعتبر وسيلة لإنجاح استخدامات هذه الطاقات في مختلف الميادين بما في ذلك الطاقة الشمسية حيث يتم من خلاله إعادة إنتاج الطاقة بصورتيها الحرارية والكهربائية عن طريق خلايا الوقود والماء". وأشار الباحث بوزيان إلى وجود برنامج وطني مسطر سواء فيما يخص الاستخدام الفردي أوالجماعي للطاقات المتجددة (المسخنات الشمسية و الإنارة) أو الاستخدام الصناعي خاصة الطاقة الشمسية بالتعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية. وذكر بمشروع رويبة - إنارة بطاقة 50 ميغا واط بإشراف مؤسسة سونلغاز- و دخول مركز تطوير الطاقات المتجددة كشريك علمي في المشروع بالإضافة إلى إنشاء البرج الشمسي بولاية تيبازة بمبادرة من مركز الطاقات المتجددة و بإشراف المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالتنسيق مع مؤسسات ألمانية رائدة في هذا المجال. كما شدد المتدخلون على وجوب الاستعمال المكثف للطاقات المتجددة بالمنطقة وباقي أنحاء الوطن والتعريف بالبحوث المنجزة في هذا الميدان خدمة للبحث العلمي والسعي لتجسيدها ميدانيا. وأكد أغلب المتدخلين في هذه الورشة العلمية أن المستوى العلمي والنتائج الخاصة بالبحوث الجزائرية المنجزة في هذا المجال هي ذات مستوى عالمي مشيرين من جهة أخرى الى محدودية تجسيدها في الواقع لارتباطها بالتمويل المالي و وجود الشريك الصناعي معتبرين هذين العنصرين شرطين أساسيين حتى تتمكن الطاقات المتجددة من إثبات قدرتها على تقديم الحلول الناجعة لمختلف المشكلات الطاقوية التي يصادفها الصناعيون في الميدان. ويرى بعض الباحثين أن الاعتماد المفرط على البترول في بناء الاقتصاد الوطني أغفل الرجوع إلى الطاقات المتجددة في الجزائر والاعتماد عليها .وعبروا عن أملهم في أن تعطي برامج البحث الوطني التي ستنطلق في نهاية السنة الحافز والدعم المالي اللازمين لتجسيد المشاريع المنجزة وجعل تطبيقاتها بمدن وأرياف الجزائر حقيقة. أما المدير العام للمركز الوطني لتنمية الطاقات المتجددة الباحث معيوف بالهامل فشدد من جهته على ضرورة تجهيز مخابر البحث الموجودة عبر الوطن بالتجهيزات اللازمة لتحقيق نتائج مجدية بالإضافة إلى مد علاقات التعاون بين الجامعات ومختلف مخابر البحث والباحثين لوضع تصور لمستقبل الطاقات المتجددة بالجزائر. وكانت الورشة الدولية التي نظمها مخبر الفيزياء الطاقوية و تطبيقاتها التابع لمعهد الفيزياء بجامعة باتنة شهدت تقديم عدة مداخلات حول تطبيقات الطاقات المتجددة لاسيما الهيدروجين والطاقة الشمسية والرياح وتنظيم ورشات عمل بمشاركة باحثين من سوريا والمغرب وتونس وفرنسا والعديد من مراكز البحث والجامعات الموجودة بالجزائر الذين ركزوا أساسا على صعوبة تخزين هذه الطاقات و تناولوا آخر ما توصلت إليه الأبحاث المنشورة و التجارب في هذا الميدان. وثمن الدكتور مصطفى زروال باحث ورئيس مخبر الفيزياء الطاقوية و تطبيقاتها بباتنة ورئيس اللجنة العلمية المنظمة للتظاهرة مختلف التدخلات المسجلة خلال يومين معتبرا هذا اللقاء العلمي خطوة أولى لتعاون حقيقي بين الباحثين الضيوف من دول عربية و أوروبية و آخرين جزائريين وكذا لشراكة مع المؤسسات التي ينتمون إليها.