شكلت الطاقات المتجددة وتطبيقاتها موضوع الملتقى الدولي الذي انطلقت أشغاله يوم الثلاثاء بجامعة "الحاج لخضر" بباتنة (شرق الجزائر) بمبادرة من مخبر الفيزياء الطاقوية و تطبيقاتها لقسم الفيزياء بكلية العلوم. ويشارك في هذا اللقاء العلمي الأول من نوعه الذي تحتضنه جامعة باتنة على مدى يومين باحثون من مؤسسات علمية من فرنسا وسوريا وتونس والمغرب إلى جانب أساتذة جامعيين وباحثين من مختلف جامعات الوطن وكذا مخابر البحث بالجزائر المتخصصة في الطاقات المتجددة . ويسعى هذا الملتقى حسب الدكتور مصطفى زروال باحث ورئيس مخبر الفيزياء الطاقوية و تطبيقاتها بباتنة ورئيس اللجنة العلمية المنظمة للتظاهرة إلى جمع الكفاءات العلمية المتخصصة في الطاقات المتجددة على اختلاف أشكالها على المستوى الوطني لتبادل الخبرات و وجهات النظر والاستفادة من التجارب المغاربية والعربية و الأوربية بالإضافة إلى العمل من أجل عقد شراكة مع المؤسسات العلمية المتخصصة في هذا المجال سواء الوطنية منها أو الدولية. ويسعى الملتقى كذلك يضيف ذات الباحث إلى توفير الأجواء المناسبة و الإمكانات لتطوير المشاريع التي تدخل في هذا السياق استجابة لاحتياجات الوطن و الوقوف على مدى سير مشاريع البحث المسجلة في مجال الطاقات المتجددة بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول تطوير واستعمال هذه الطاقات بما يخدم البيئة والمحيط وكذا الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وفي مداخلته الافتتاحية بعنوان "الهيدروجين ذي الأصل المتجدد : من أجل بحث مجدي في خدمة التنمية المستدامة" أكد المدير العام للمركز الوطني لتنمية الطاقات المتجددة م. بلهامل على أهمية الهيدروجين كطاقة متجددة من أجل المحافظة على بيئة نظيفة ومحيط سليم. و ألح في هذا الشأن على ضرورة التركيز في المرحلة الراهنة ( 2010/2014) بالنسبة للجزائر على التكوين النوعي للباحثين في هذا المجال واستحداث شبكة بحث مختصة في الطاقات المتجددة مما يمكنهم في مراحل لاحقة (2015/2020 ) من التوصل إلى وضع قطب تقني جهوي يعتمد على تكنولوجيا الطاقات المتجددة. وأشار نفس المتدخل بعد استعراضه لكيفيات الاعتماد على الهيدروجين كطاقة متجددة وتجارب بعض الدول في هذا المجال إلى أن انتهاج سياسة طموحة فيما يخص الطاقات المتجددة لاسيما الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية سيفتح لا محالة آفاقا حقيقية في المستقبل فيما يخص هذا الميدان على المستوى الوطني. ويتضمن هذا الملتقى الذي استقطب في يومه الأول عددا كبيرا من طلبة قسم الفيزياء إلقاء بعض المداخلات إلى جانب فتح ورشات عمل ستركز خاصة على الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين كمحور طاقوي. وجدير بالذكر أن تجربة جامعة باتنة في الطاقات المتجددة ليست حديثة وتعود إلى بداية الثمانينات حيث يعود إنشاء أول وحدة بحث في هذا المجال إلى سنة 1983 وخصت أولى التجارب الكهرباء الريفية عن طريق الطاقة الشمسية في مدينة آريس و ولاية خنشلة بتمويل وتشجيع من السلطات المحلية آنذاك يقول الدكتور زروال. أما تاريخ إنشاء المخبر فكان حسب ذات الباحث في سنة 2003 وقد أنجز العديد من المشاريع منها ما تجسد داخل جامعة الحاج لخضر بباتنة خاصة في مجال ضخ الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في حين أشرف على 30 رسالة ماجستير نوقشت منها 24 رسالة بالإضافة إلى ست رسائل دكتوراه وهو بصدد تحضير العديد من المشاريع التي تعتمد بالدرجة الأولى على الطاقات المتجددة.