نظم ظهيرة يوم الاثنين اعتصام أمام مقر البرلمان المغربي احتجاجا على وفاة الشاب فضيل ابركان يوم 18 سبتمبر الفارط بعد تعرضه للتعذيب بأحد مراكز الشرطة بمدينة سلا. و يهدف هذا الاعتصام الذي نظم بمبادرة من سكان مدينة سلا تضامنا مع عائلة الضحية إلى إدانة أعمال التعذيب التي أدت إلى وفاة الشاب و الدعوة إلى انشاء لجنة للتقصي في حيثيات هذه القضية حسبما علم لدى منظمي الاعتصام. و رفع المشاركون في الاعتصام لافتات كتب عليها "تريد الحقيقة" و "لا للتعذيب" حاملين صور الضحية و شعارات "نريد الحقيقة اليوم أو غدا" و "نم في سلام فوضيل سنواصل الكفاح" أو "ايها النواب نطالب باظهار الحقيقة". وشارك في المظاهرة مناضلون في مجال حقوق الانسان حيث سبقتها عملية تعبئة بالاحياء الفقيرة بسلا على غرار حي رحمة و سيدي موسى. و أعربت العديد من المنظمات و الجمعيات عن تضامنها مع عائلة الضحية على غرار الجمعية المغربية لحقوق الانسان - باريس و كاب-ديما المغرب و جمعية أوريزون (افاق) الذين قاموا بانشاء لجنة متابعة لتنظيم اعتصام أمام سفارة المغرب بباريس. ونظم في شهر سبتمبر الفارط المئات من الأشخاص الذين قدموا من الاحياء الفقيرة لمدينة سلا و مختلف مدن المملكة بتجمع أمام مركز شرطة حي سالم حيث تعرض فضيل سالم للتعذيب من أجل التنديد بهذه الممارسات و المطالبة بالحق في الحياة. و حمل المتظاهرون رايات و لافتات للتضامن مع عائلة الضحية معبرين عن رفضهم لكل اشكال التعذيب في المغرب و مطالبين بفتح تحقيق حول وفاة هذا الشاب. ويرى المتظاهرون ان وفاة هذا الشاب دليل على المقاومة المنافية للديمقراطية التي يمر بها المغرب حاليا رافضين "الرجوع إلى الوراء و أنه حان الوقت لوضع حد لهذا النوع من الممارسات". و كان شاب عضو بشبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية قد صرح للصحافة أن تظيم هذا الاعتصام يهدف إلى "اخطار الرأي العام من أجل التجند ضد التعذيب داخل مراكز الشرطة". و أضاف شاب آخر "نسعى من خلال هذا الاحتجاج إلى إسماع صوت الشباب الذي يدعو إلى وضع حد لممارسة التعذيب بالمغرب". ومن جهة أخرى، تمت المبادرة بعملية تجنيد على مستوى الموقع الإلكتروني "فايس بوك" من خلال صفحة تحت عنوان "كلنا شهداء التعذيب مثل فضيل أبركان". و عبر مئات المنخرطين في هذه الشبكة الاجتماعية عبر الانترنيت عن سخطهم أمام هذه الجريمة الشنعاء معربين عن تضامنهم مع عائلة الضحية. و لقي فضيل أبركان مصرعه يوم السبت 18 سبتمبر بعد تعرضه للتعذيب بمركز شرطة بسلا. ولم تكن الضحية (37 عاما) تعاني من أي مرض حسب أقاربه و قد تم توقيفه عشية عيد الفطر بتهمة استهلاك القنب الهندي قبل أن يطلق سراحه بعد 48 ساعة. و بعد استدعائه عدة مرات لمركز الشرطة الذي يتواجد على بضعة أمتار من المحكمة الابتدائية اتهم فضيل أبركان بالإساءة إلى عون شرطة و هو يقوم بمهامه قبل أن يتعرض للتعذيب. و شهد أخاه مصطفى أمام الصحافة أنه رأى خلال زيارة لأخيه بمركز الشرطة أعوان يضربون فضيل أمام الجميع في الرواق. و أكد للصحافة يقول "عندما أردت التدخل لوضع حد للضربات المميتة التي تلقاها أخي أخذني شرطيون من الذراع و ألقوا بي خارجا و أمروني بعدم الرجوع إلى مركز الشرطة". و أفادت الصحافة أن مراسم دفن فضيل أبركان جرت تحت مراقبة مختلف مصالح الشرطة التي منعت أخذ صور أو تسجيلات فيديو.