ما زال مشروع قانون إسرائيل الجديد بوضع القدسالمحتلة ضمن قائمة أولوياتها في البناء والاستيطان محل رفض وانتقاد شديد في الوقت الذي تواصل قوات الاحتلال من انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة مما يقوض من فرص تحقيق السلام بالمنطقة. وتتواصل ردود الأفعال المنددة باعتبار القدس "عاصمة ذات أولوية وطنية" لإسرائيل حيث أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي يوم الأربعاء "بشدة" إقرار ومصادقة لجنة وزارية إسرائيلية على تشريع جديد يعتبر مدينة القدس ذات "أولوية وطنية خاصة لدى إسرائيل". وحذر أوغلي في تصريحات له من المخاطر التي تترتب على هذا القانون والذي قال أنه "يجسد خطة إسرائيلية معلنة لتهويد مدينة القدس". وأدانت السلطة الفلسطينية مرارا التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس بغرض إكمال تهويد المدينة وفرض سياسة الأمر الواقع. وقالت السلطة الفلسطينية ان مشروع القانون يندرج ضمن المخالفات الإسرائيلية الفاضحة لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي وميثاق جينيف للعام 1949 واتفاقية لاهاي لعام 1907 . مؤكدة أنه يندرج ضمن الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب بغرض فرض إملاءات وحقائق على قضايا المفاوضات النهائية. وأكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن مشروع القانون الإسرائيلي الجديد المتعلق بوضع القدس كمنطقة أولوية وطنية يؤكد عدم وجود شريك في عملية السلام. وحذرت عشراوي من خطورة المصادقة على هذا القانون قائلة انه سيؤدي الى تغيير في التوازن الديموغرافي بالقدس وهو تعجيل اسرائيلي في تهويد المدينة وتفريغها من أهلها للاستيلاء بالكامل عليها ويهدد كون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية. وحملت بدورها الجامعة العربية إسرائيل مسؤولية إجهاض فرص تحقيق السلام وكل ما يترتب على ذلك من تداعيات في غاية السلبية قد تؤدي لمزيد من العنف وعدم الاستقرار. وقال رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية في تصريحات صحفية تعقيبا عن مشروع القانون الاسرائيلى الجديد بوضع القدس ضمن قائمة أولويات إسرائيل فى البناء والاستيطان انها خطوة تؤكد على أن إسرائيل غير جادة فى تحقيق السلام وكل ما تقوم به فى المرحلة الحالية هى محاولات تؤدى الى تقليل فرص احراز تقدم على مستوى عملية السلام . وبشأن مسار السلام الفلسطيني-الإسرائيلي المتعثر أكد صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم أن "الخيارات والبدائل الفلسطينية مازالت قيد الدراسة والنقاش" وخاصة فيما يتعلق بمطالبة الإدارة الأمريكية بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية على حدود 4 جوان 1967, وخيار تقديم فلسطين طلب الحصول على عضوية كاملة فى الاممالمتحدة بدلا من وضعها كمراقب. و اضاف عريقات خلال لقائه اليوم بوفدين امريكي و سويدي يضمان أعضاء من مختلف الأحزاب السياسية أن القيادة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بمساعدتها على مواصلة عملية السلام وذلك بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية فى جميع الاراضى الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية. وأشار عريقات إلى أن الرئيس محمود عباس يبذل كل جهد ممكن لإنقاذ عملية السلام وإعادتها إلى مسارها الصحيح من خلال العمل مع المجتمع الدولي على وقف كافة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية. وعلى صعيد ممارسات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني أكدت مصادر فلسطينة اليوم أن التوتر يخيم على مدينة القدس بسبب الانتهاكات العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المقدسيين. فقد شرعت آليات وجرافات ضخمة لقوات الاحتلال في حملة واسعة النطاق لهدم جدران استنا دية تعود للفلسطينيين ببلدة /العيسوية/ وسط مدينة القدس وسط تحرك شعبي عارم. وقال رائد العيساوي عضو اللجنة التنظيمية لحركة /فتح/ في المنطقة وأحد أصحاب هذه الأراضي " إن آليات الاحتلال بدأت عمليات الهدم في ارض تعود لمواطن فلسطيني وانتقلت إلى الأراضي المجاورة" لافتا إلى أن مساحة هذه الأراضي شاسعة جدا. وأضاف أن جنود الاحتلال في المنطقة زعموا أنهم وضعوا قبل نحو شهر أوامر بخصوص الهدم الأمر الذي نفاه المقدسين وقالوا أن هذه الحجج الواهية غالبا ما تستخدمها سلطة الاحتلال قبل الاعتداء على ممتلكاتهم. وكانت سلطات الاحتلال قد ضربت سياجا حولها ووضعت بوابة تسمح فقط للمواطن الذي تم تسجيل اسمه في دفتر خاص لدى جنود الاحتلال بدخولها الأمر الذي مكن الأهالي من بناء جدران استنادية للحفاظ على الأراضي فضلا عن شروع الأهالي باستصلاحها للحفاظ على هذه الأراضي من وضع يد الاحتلال عليها. واشار العيساوي إلى أن سلطات الاحتلال كانت استولت على مساحات كبيرة من هذه الأراضي وعلى معظم أراضي بلدة العيسوية . و في مدينة ام الفحم اكدت مصادر أمنية أصابة العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق بعد أن اطلقت قوات الاحتلال اليوم القنابل المسيلة للدموع ضد المواطنين الذين قاموا بالتصدى لمسيرة اليهود المتطرفين في المدينة. وقد حدثت اشتباكات بين المئات من الشباب الفلسطينيين قرب المدخل الجنوبي للمدينة والذي وصلت اليه أربع حافلات اليوم تحمل متطرفين من قوى اليمين الذين غادروا بعد تصدي سكان المدينة لهم الا أن القوات الإسرائيلية أطلقت القنابل المسيلة للدموع واشتبكت مع الفلسطينيين الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد منهم.