عكف المشاركون في جلسات الملتقى المغاربي لمعالجة قضايا السكان والتنمية في المنطقة والمنعقد في تونس على دراسة المسائل ذات الصلة بالتهرم السكاني الذي يعتبر من ضمن التحديات المطروحة في الوقت الراهن على الصعيد المغاربي. وأبرز المشاركون في اشغال الملتقى انه يتوقع أن تتجاوز نسبة الاشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عاما 20 بالمائة من مجموع سكان البلدان المغاربية مع افاق سنة 2040 . وهي الظاهرة الاجتماعية التي تتطلب ضرورة التفكير المسبق والمدروس علميا في هذه الوضعيات بل اعداد دراسات استشرافية مستقبلية ترمي الى تطبيق الإجراءات اللازمة والكفيلة بتامين وضمان العناية المثلى لهذه الفئة من المواطنين المتقدمين في السن. كما تمحورت المناقشات حول العديد من القضايا الاجتماعية الاخرى مثل معالجة مسالة الخصوبة وصغر حجم وتعداد افراد العائلة. ولقد تمحورت المناقشات كذلك حول المسائل المتعلقة بالبطالة وانعكاساتها السلبية على المجتمعات المغاربية وتجسيد البرامج المحلية الخاصة بتوفير مناصب الشغل الموجهة بشكل خاص للشريحة الشبانية وطالبيه من بين الشباب. وسيعمل الخبراء المشاركون في اشغال هذا المتقى العلمي على وضع قاعدة برامج لبحث القضايا ذات ألاولوية في مجال التهرم السكاني والتنظيم الاسري على المدى المتوسط والبعيد من اجل مواجهة التحديات التي تواجه المجال السكاني. وستبحث هذه التظاهرة جملة من الإشكاليات المطروحة بالنسبة للسكان في البلدان المغاربية والتي يمكن التعمق فيها في إطار مواضيع بحثية بالنسبة لكل بلد أو بصفة مشتركة بهدف التوصل الى توصيات ومقترحات على أسس علمية دقيقة يتم رفعها إلى المسؤولين والفاعلين في المجال السكاني. وفى هذا السياق بالذات، عرضت كل الوفود المشاركة ورقات عمل تهدف في مجملها الى وضع تقييم للوضعيات الديمغرافية والسكانية في البلدان المغاربية فيما تنظم ورشتا عمل تخصص الورشة الأولى لموضوع التحديات فى حين ستبحث الورشة الثانية موضوع الأولويات والاستراتيجيات.وتتميز هذه التظاهرة العلمية التي تنظم بالتعاون مع عدد من الجمعيات العلمية والاكاديمية العربية والاقليمية بمشاركة عدد من الباحثين والجامعيين المختصين في المجال السكاني وفي ميدان الديمغرافيا والاحصاء والاقتصاد من البلدان المغاربية.