انطلقت مساء يوم الجمعة بوهران منافسة الأفلام الطويلة للظفر بجائزة "الأهقار الذهبي" في إطار المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي افتتحت في نفس اليوم دورته الرابعة. وشكل الفيلم القطري "عقارب الساعة" أول عمل سينمائي طويل تم عرضه بهذه المناسبة بقاعة السينما "المغرب" وسط حضور أعضاء لجنة التحكيم لمنافسة الأفلام الطويلة وجمهور واسع من الفنانين والمثقفين والإعلاميين. ويروي هذا الفيلم للمخرج خليفة المريخي والمنتج سنة 2010 قصة مستوحاة من أحد أشهر الأساطير الشعبية المحلية التي تعود إلى بداية القرن العشرين حيث تدور أحداثها بقرية للصيادين بشمال قطر. ويتعلق الأمر بقصة رجل يدعى عتيق بن بارود الذي نجا بصحبة طفل رضيع من غرق السفينة التي هلك فيها أصدقاءه من بينهم أب الطفل الرضيع سعد الذي قذفت الأمواج الصندوق الذي كان بداخله نائما. ويكتشف الابن سعد بعد ثلاثين سنة بأن والده الذي رباه يقوم ببعض الممارسات مع الجن رفقة صديقين آخرين له وهو ما يعرف بالمنطقة بفن "الفجيري" أي الموسيقى الصوتية لصيادي اللؤلؤ العرب والفرس. ولكن بالرغم من العقد المبرم بينهم والجن فان عتيق وأصحابه أفشوا السر مما جعلهم عرضة للعقاب والانتقام من قبل الجن ما عدا عتيق الذي تمكن من التخلص من ذلك بمساعدة ابنه سعد الذي عرف كيف يمكن الابتعاد عن تبعات هذه الممارسات ومخاطرها بفضل تحاوره مع إحدى الجنيات المسالمات. ويقترح خليفة المريخي من خلال هذا الفيلم الذي تبلغ مدة عرضه (90 دقيقة) مبادرة لإبراز أحد عناصر التراث الشعبي غير المادي الذي تزخر به قطر من خلال عمل سينمائي يتراوح مابين الشعري والخيالي ويعالج موضوع اكتشافات عالم صيادي اللؤلؤ في الخليج العربي وأساطيرهم وتعابيرهم الفنية. ويشارك في هذا العمل الذي كتب له السيناريو عبد الله السعداوي كل من الممثلين علي ناصر ومايصة المغربي وعبد الله حامد وعلي مرزي وناصر المؤمن وصلاح درويش وخالد الأحمدي. يذكر أن 13 فيلما طويلا يتنافسون على جائزة الأهقار الذهبي في إطار هذه الطبعة من مختلف الأقطار العربية .وتتشكل لجنة التحكيم الخاص بهذه المنافسة من سينمائيين ومثقفين عرب برئاسة الروائي والكاتب الجزائري رشيد بوجدرة.