حظي الفيلم القصير "قراقوز" للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح الذي دخل غمار المنافسة لنيل جائزة "الأهقار الذهبي" يوم الأربعاء بمتحف السينما لوهران بإعجاب الجمهور الحاضر الذي صفق لهذا العمل مطولا. وكان هذا الفيلم الذي عرض في اليوم الأخير من المنافسة في فئة الأفلام القصيرة ضمن الطبعة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي جد منتظر بالنظر إلى النجاح الذي حققه خلال مختلف المهرجانات والجوائز التي تحصل عليها آخرها كان خلال هذا الأسبوع في المهرجان الدولي للسينما بدبي. وينجز زحزاح وهو المدير السابق لمتحف السينما للبليدة المتخصص في الأفلام الوثائقية بفيلم "قراقوز" أول عمل خيالي له حيث يروي من خلاله قصة مختار محرك العرائس الذي يجوب بمعية ابنه نبيل على متن شاحنة قديمة الريف لتقديم عروض لعرائس القرقوز لفائدة الأطفال. وفي طريقهما يقوم الفنانان بلقاءات غير متوقعة ويواجهان كذلك عدم فهم الآخرين. وأثناء حاجز للمراقبة يلوم شرطي مختار جراء عدم توفره على سجل تجاري لممارسة نشاكه فيفرض عليه "ضريبة" تتمثل في دمية لاهدائها إلى ابنته. كما يتكفل مختار في طريقه بنقل مجموعة من الأشخاص وعند مغادرتهم يتلفون عدة دمى قبل رميها على الأرض. وأخيرا يصل مختار ونبيل إلى المكان المقصود لتقديم استعراضهما وحينها نسيا كل الحماقات الإنسانية التي واجهتهما بعدما شاهدا نظرات الإعجاب والابتسامات البريئة البادية على ملامح الأطفال الصغار. ويمضي زحزاح بهذا الفيلم عمل مؤثر وإنساني في أن واحد وبمتابعة "قراقوز" لا يمكن تجنب التفكير في إبراهيم تساكي وأفلامه القصيرة الرائعة المجموعة في فيلمه "أطفال الريح". ومن ناحية ثانية تابع المشاركون في المهرجان والجمهور الوهراني ثلاثة أفلام أخرى أدرجت ضمن المنافسة وهي "عايش" للمخرج السعودي عبد الله العياف و"يوم مر... ويوم أمر" من إخراج أمجد الراشد من الأردن و"سلدا" للمخرجة اللبنانية رين رزوق. ويتناول فيلم "عايش" قصة رجل يعمل كعون أمن بمصلحة حفظ الجثث بإحدى المستشفيات وهو يقضي لياليه في حراسة الموتى. وفي أحد الأيام يحل محل أحد زملائه بصفة مؤقتة بمصلحة التوليد وهناك تقع الصدمة عند اكتشافه لعالم أخر... عالم الحياة فيأخذ يبين ذراعيه مولود جديد لتتغير بذلك حياته. ويتطرق المخرج الأردني أمجد الراشد في فيلمه "يوم مر... ويوم أمر" الى موضوع الطفولة من خلال قصة المراهقة أسماء التي تعمل كمساحة أحذية لتلبية احتياجات أمها المريضة وأختها الصغرى ريم. وتواجه أسماء تقلبات الحياة .كما تتعرض في الشارع إلى مخاطر كثيرة فتتخذ من غراء الأحذية كمخدر للفرار من الواقع المر الذي تعيشه لترى عالما مختلفا كله ألوان. أما المخرجة اللبنانية رين رزوق فقدمت فيلم-الشهادة "سلدا" الذي يبرز قصة امرأة مسنة مصابة بالشلل تعيش مع ابنتها التي لا تتحمل وضعها كعانس. ويعالج هذا العمل الفني حالة الوحدة وعدم الفهم وغياب التواصل والحرمان والحياة والموت. يذكر أنه لم يعرض الفيلم القصير "المناز" لعبد الله البطاشي من عمان رغم أنه كان مبرمجا يوم الأربعاء لأنه لم يتم استلام نسخة من الفيلم بوهران حسب ما علم لدى المنظمين.