أمين هو ضحية من ضحايا الإجرام الذي تفشى في مجتمعنا بشكل رهيب، وأخذ بعدا خطيرا من الصعب التحكم فيه، فهذا الأخير الذي قتل بأبشع طريقة من طرف ابن حيه الذي ترعرع معه من أجل سلبه المال الذي كان بحوزته بعدما استدرجه بطريقة ذكية إلى تيزي وزو، حيث زهق روحه ودفنه بغابة هناك ليدفن معه الحقيقة التي كُشفت بالرغم من عدم ظهور جثة الضحية إلى يومنا هذا· هذه القضية انطلقت وقائعها من حي باب الوادي، حيث يسكن كل من الضحية والمتهم، فأمين كان ينوي شراء سيارة بعدما قام باقتراض مبلغ مالي كبير من والدته التي منحته 17 مليون سنتيم وكذا من صهره، وهذا ما أسال لعاب المدعو (ج· ر) الذي وضع خطة محكمة من أجل سلبه هذا المال· هذا الأخير أوهم الضحية أمين بطريقة ذكية أنه سيتوسط له عند شخص يعرفه لشراء سيارة من نوع ''كليو''، وسيذهب معه إلى تيزي وزو من أجل لقاء هذا الشخص بهدف استدراجه، وكان ذلك بتاريخ 6 جانفي 2008، حيث تنقلا معا إلى تيزي وزو على متن سيارة أجرة، وبمجرد وصولهما إلى هناك أخبره (ج· ر) أنهما سيذهبان إلى مكان قريب للالتقاء بالشخص الذي سيبيعه السيارة، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فهذا الأخير استدرجه إلى الغابة وباغته بطعنة سكين حضره المتهم مسبقا لارتكاب هذه الجريمة البشعة التي لم يكتف فيها بطعنة واحدة بل وجه له عدة طعنات قاتلة، ثم ذبحه بدون أي رحمة ولا شفقة، والأكثر من ذلك أنه دفنه بتلك الغابة ليمحو آثار الجريمة، وبعدها أخذ المال الذي كان بحوزة الضحية والذي يتعدى قيمة 20 مليون سنتيم، وكذا هاتفه النقال ثم عاد إلى باب الوادي وكأن شيئا لم يحصل· لكن الغريب في الأمر أن الجريمة كشفت بناء على قضية أخرى ليس لها أي علاقة بالقضة الأصلية، وهي تتعلق بالسلاح الناري الذي كان يحوزه المتهم بدون رخصة، حيث تلقت مصالح الشرطة القضائية بالحمامات ببولوغين معلومات تفيد أن المدعو (ج· ر) يحوز على مسدس، وبعد عملية التفتيش تم العثور عليه مخبأ بحائط بمطبخ منزله، ليتم توقيفه· وخلال استجوابه من قبل مصالح الضبطية القضائية، اعترف بأن السلاح تحصل عليه من شخص تعرّف عليه بسوق السيارات· وفي الوقت الذي يجري التحقيق معه حول السلاح، تلقت مصالح الأمن شكوى بخصوص اختفاء الضحية (أمين· ش) في ظروف غامضة منذ تاريخ الوقائع 2008,01,.06 وبعد التحريات تم التوصل إلى أن المتهم له يد في اختفاء أمين خاصة بعد تصريحات أحد الشهود الذي أقل المتهم قبل الوقائع بسيارته وسمع مكالمته الهاتفية مع الضحية بخصوص موعد كان بينهما، وذلك بعد 15 يوما من ذلك، حيث أكد هذا الأخير خلال جلسة المحاكمة بمحكمة الجنايات بالعاصمة، أنه أبلغ عن الجريمة لأن ضميره أنّبه طيلة تلك الفترة، بالإضافة إلى تصريحات أهل الضحية الذي كان على اتصال معهم عندما كان في طريقه إلى تيزي وزو، وأخبرهم أنه رفقة المتهم (ج· ر)، هذا الأخير الذي اعترف بالجريمة عند الضبطية القضائية، في حين تراجع عن أقواله أمام قاضي التحقيق· وخلال جلسة محاكمته، أكد أنه يوم الوقائع كان فعلا بتيزي وزو، وقصدها من أجل إحضار سلعة من هناك، الأمر الذي أنكره شهود من أبناء الحي، وأكد أنه لم يتصل إطلاقا بالضحية الذي لا يعرف حتى رقم هاتفه، إلا أن التحقيقات كشفت من خلال متعامل هاتف نقال عن وجود 25 مكالمة بين المتهم والضحية قبل اختفائه· أما فيما يتعلق بالمسدس، أكد أنه عثر عليه في البيت الذي اشتروه، بالإضافة إلى ذلك اعترف المتهم أنه اشترى وثائق مزورة من شرطي بالحي، وهي شهادة ميلاد، شهادة عائلية وعقد زواج من أجل الحصول على فريضة· وهذا مقابل 30 ألف دينار· وعلى أساس كل هذه التهم، حكم على هذا الأخير بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وحيازة سلاح ناري بدون رخصة وجنحة التزوير· وبعد محاكمته أصدرت المحكمة في حقه 10 سنوات سجنا نافذا بعدما طالبت النيابة العامة في حقه عقوبة الإعدام·