يستغل بعض الأشخاص الثقة الزائدة التي يمنحها لهم آخرون لتحقيق مآربهم بطريقة أو بأخرى، ولو اقتضى الأمر ارتكاب أبشع الجرائم. كان هذا حال المدعو ”أمين” الذي راح ضحية ”ج. رضا”، جاره الذي ائتمنه للتوسط له لاقتناء سيارة، فما كان على هذا الأخير سوى مطالبته بجلب الأموال، واستدرجه لإحدى الغابات بولاية تيزي وزو ووجه له طعنة قاتلة بالسكين واستولى على مبلغ 25 مليونا الذي كان بحوزته، ثم دفنه هناك وامتنع عن كشف مكان وقوع الجريمة رغم توسلات والدة الضحية. تشبث ”ج.رضا” أثناء جلسة محاكمته أمس بمحكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة ببراءته من مقتل جاره ”أمين”، وهذا على الرغم من أن كل دلائل وملابسات الحادثة تؤكد غير ذلك - حسب ما جرى في الجلسة - وهذا بناء على التصريحات التي أدلى بها الشهود أمام هيئة المحكمة، وما تضمنه ملفه القضائي الذي يشير إلى أن الشرطة القضائية بالحمامات، بباب الوادي في الجزائر العاصمة، عثرت في منزله وتحديدا في المطبخ - بناء على معلومات وردت إليها - على سلاح ناري بدون رخصة، به أربع خراطيش، قال إنه تسلمه من عند أحد الأشخاص يدعى ”عبد القادر” تعرف عليه في سوق السيارات بولاية بجاية. وبعد التحريات المعمقة توصلت المصالح المختصة إلى أن المتهم الرئيسي في قضية الحال ”ج.رضا” له علاقة مباشرة باختفاء جاره ”أمين” في ذات السادس جانفي 2008 بناء على المكالمات الهاتفية التي جرت بينهما، بلغت حسب النائب العام حوالي 25 مكالمة، عن طريق أحد المتعاملين في الهاتف النقال، إضافة إلى أنهما كانا سوية في ذات اليوم، وهو ما عزز لدى عناصر الأمن فرضية مقتل ”أمين” على يدي ”ج.رضا” الذي كشف أثناء التحقيق معه أنه يوم الواقعة توجه إلى الخزينة العمومية بساحة الشهداء بالعاصمة، والتقى الضحية واتجها سوية إلى مدينة تيزي وزو على متن سيارة، وبعد وصولهما فضلا المشي، إلى أن باغت ”ج.رضا” الضحية ”أمين” وطعنه بالسكين، ثم استولى على المبلغ المالي الذي كان بحوزته والمقدر ب 25 مليون سنتيم، ودفنه بإحدى الغابات وتخلص من أداة الجريمة، ونفى ذات المتهم تقديمه للضحية وعودا بمساعدته لشراء سيارة، وهذا على الرغم من أنه أفاد أثناء كامل مراحل التحقيق بأنه أوهم ”أمين” بعثوره على سيارة للبيع صاحبها يقطن بإحدى القرى بمنطقة القبائل. وتركزت إفادات الشهود في القضية حول علاقة ”ج.رضا” بمقتل جاره ”أمين”، إذ أفاد أحدهم بأنه سمع المكالمة الهاتفية التي جرت يوم الواقعة، بين المتهم والضحية، وذكر أخ الضحية، أن شقيقه أخبره بأنه ينوي شراء سيارة والوسيط هو جاره ”ج.رضا”. وقال النائب العام في مرافعته إن التهمة ثابتة في حق ”ج.رضا” المسبوق قضائيا تسع مرات كاملة، مشددا على أن قتله للضحية كان بغرض الاستيلاء على أمواله بعدما استدرجه بطريقة جهنمية وطعنه بالسكين بضربة قاتلة، معتبرا الوقائع الخطيرة جدا لوجود أدلة وقرائن ثابتة على تورط المتهم، رغم عدم ظهور جثة الضحية والتمس تسليط عقوبة الإعدام ضد ”ج.رضا” وتطبيق القانون ضد شقيقه ”ج. جمال” الذي صرح أثناء التحقيق معه بأنه لم يعلم باختفاء جارهم ”أمين”، وأطلعه بعض أبناء حيه بأنه متواجد بفرنسا منذ مدة.