أفرجت أخيرا، أمس، وزارة التربية الوطنية عن القرارات التي اتخذتها اللجنة المختصة المكلفة من قبل الحكومة، بشأن إعادة تثمين النظام التعويضي لصالح الأسلاك الخاصة بقطاع التربية الوطنية، حيث تراوحت نسبة الزيادات الشهرية الصافية في مرتبات كل الأسلاك ما بين 29 و 32 بالمائة، في ظل موجة التهديدات بالإضرابات والاحتجاجات التي دعت إليها النقابات المستقلة لقطاع التربية· وحسب البلاغ الصادر عن وزارة التربية الوطنية تلقت ''الجزائر نيوز'' نسخة منه، تضمن مجموعة القرارات التي اتخذتها اللجنة المختصة، حيث تترتب عنها زيادات شهرية صافية في مرتبات كل الأسلاك، حيث أوضح بالنسبة إلى أسلاك التعليم التي لأصحابها أقدمية متوسطة مصنفة في الدرجة السادسة، حيث حددت الزيادات بالنسبة لمعلمي المدارس الابتدائية بأزيد من 8 آلاف دينار، أما بالنسبة لأساتذة التعليم الأساسي، فقد حددت بأكثر من 9 آلاف دينار، وفيما يتعلق بأساتذة التعليم المتوسط والتعليم الثانوي فقد حددت على التوالي ب 665,10 دج و905,10 دج· إضافة إلى ذلك، تستفيد الأسلاك الأخرى للمستخدمين كمستشاري التربية ومستخدمي المصالح الاقتصادية ومستخدمي التوجيه المدرسي والتغذية المدرسية من زيادات شهرية صافية تتراوح حسب البلاغ بين 7 آلاف و 10 آلاف دينار، وأوضح البلاغ أن المخلفات المتعلقة بالأثر الرجعي لسنة 2008 ستدفع في شهر ماي المقبل، بينما المخلفات المتعلقة بالأثر الرجعي لسنة 2009 فستدفع في غضون السنة الجارية دون أن يتم تحديد التاريخ بالضبط· نقابات التربية تعتبر الزيادات لا حدثا وتتمسك بمواصلة الإضراب··· في الوقت الذي بدأت فيه النقابات المستقلة لقطاع التربية الوطنية تنفيذ تهديداتها بالإضرابات ومقاطعة الامتحانات والفروض بالنسبة للفصل الثاني، حاولت وزارة التربية توقيف الإضراب وامتصاص غضب الأساتذة بإفراجها عن القرارات الخاصة باللجنة والمختصة الموكلة من طرف الحكومة للنظام التعويضي، هذه الزيادات التي اعتبرتها جل النقابات المضربة باللاحدث، ومجرد وسيلة لوقف الإضراب· وحسب تصريح المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''الكناباست'' نوار العربي ل ''الجزائر نيوز''، فقد أكد أن الزيادات التي تضمنها بلاغ الوزارة بعيدة كل البعد عن ما تضمنه التقرير المشترك بين النقابات ووزارة التربية، مشيرا إلى أن الأرقام المعلنة مجملة وليست مفصلة، حيث أشار إلى عدم معرفتهم بالمنح التي قبلت، والمنح التي تم رفضها، مضيفا أن البلاغ يتضمن ملفا واحدا فقط وهو النظام التعويضي، مشيرا إلى أن هناك ملفين لم يتم ذكرهما أصلا· وعن إمكانية الذهاب في خيار الإضراب أو العدول عنه بعد القرار، فقد أكد محدثنا أن خيار الإضراب وارد بنسبة 100 بالمائة في ظل عدم وجود إجابات من طرف الوزارة عن الملفات الأخرى، أما بوجناح عبد الكريم، رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، فقد أكد أن هذه الزيادات لا حدث ومبهمة قائلا: ''نحن طلبنا أربع منح، لكنهم قدموا لنا ربع منحة''، مضيفا أنه لو تمت قراءة الزيادات بصفة معمقة، لاتضح أن هذه الزيادات غير كافية، إضافة إلى ذلك أكد أن الوزارة أفرجت عن ملف واحد فقط دون التطرق إلى المطالب الأخرى التي لا يمكن الاستغناء عنها حسب بوجناح، أما بالنسبة للمنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، فقد أكد أن قرار العدول عن الإضراب معلق إلى غاية انعقاد المجلس الوطني يوم غد الاثنين، مشيرا إلى عدم التعليق على الزيادات إلا عن طريق القاعدة·