أعظم الشجاعة الخوف من الله عز و جلّ قال الشاعر : ليس الشجاع الذي يحمي فريسته *** عند القتال ونار الحرب تشتعل لكن من رد طرفاً أو ثنى وطراً *** عن الحرام فذالك الفارس البطل ولذلك قال بعضهم: لا ينتصر العبد في المعركة حتى ينتصر في نفسه على الشهوات والمعاصي والمخالفات· من مجالات الشجاعة الانتصار على النفس والذات والشهوات· الدفاع عن النفس عند التعرض للاعتداء أو لحماية ما يُرى فيه نفعه وملذاته، وهي سر بقاء البشر واستمرار الحياة و عمران الأرض· قال أبوبكر الصديق لخالد بن الوليد: ''حرص على الموت تُوهب لك الحياة· والعرب تقول: إن الشجاعة وقاية والجبن مقتلة· ومن دوافع الشجاعة طلب الثناء والذكر الحميد وهو منهي عنه· وذكر الأبشيهي أوجه الشجاعة عند اللقاء في الحرب في كتابه (المستطرف)· الشجاعة تكون في كثير من الأحيان حاسمة لبعض المواقف الشائكة والرجل الشجاع درع لأمته وصون لها· ضد الشجاعة الجبن: والجبن يكون نتيجة تخوف وتغلب المخاوف المرتقبة أو الحاصلة أمام الناظرين فيحجم ولا يعود شجاعاً· مرض الجبن عند الجبناء يكبر بالوهم وأكثر مرض الناس، وهم من أحاديثهم وما تفتعله خواطرهم وما يتلقفونه من الحوادث وما يشعرون به من نقص إيمان يقول الله تعالى عن ذلك الصنف من المنافقين ''يحسبون كل صيحة عليهم''، ''أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون''· الجبناء يخافون من البشر أكثر من خوفهم من الله· في الحديث ''شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع'' رواه أبو داوود· والجبن والخور والعجز ليس من محاسن الرجال ومما ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم· الإقدام قد يكون محموداً، وقد يكون مذموماً وكذلك في الإحجام قد يكون محموداً، وقد يكون مذموماً والضابط في ذلك هي الحكمة· وعدت العرب الجبن جريمة كبرى وسيئة في الرجل· الجبان يموت في اليوم مائة مرة والشجاع يموت مرة واحدة، الجبان يتوهم كل شيء ضده والشجاع يتصور أنه ضد كل شيء إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما والاهما· قال عمر بن الخطاب: اللهم إني أشكو إليك عجز الثقة وجلَد المنافق· كمال الشجاعة وزينتها: أن تكون بإرشاد العقل متزنة ومتوافقة مع الحكمة، فإن الشيء إذا زاد عن حد الحكمة خشي أن يكون تهوراً وسفهاً وإلقاءً باليد للتهلكة، وذلك مذموم كما يذم الجبن، فالشجاعة خلق فاضل متوسط بين خلقين رذيلين هما الجبن والتهور· يتبع··· ------------------------------------------------------------------------ إرق نفسك بنفسك (الطب البديل): البلح بلح: روى النسائي وابن ماجه في سننهما: من هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''كلوا البلح بالتمر، فإن الشيطان إذا نظر إلى ابن آدم يأكل البلح بالتمر يقول: بقي ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق''· وفي رواية: ''كلوا البلح بالتمر، فإن الشيطان يحزن إذا رأى ابن آدم يأكله يقول: عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق''، رواه البزار في مسنده وهذا لفظه· قلت: الباء في الحديث بمعنى: مع، أي: كلوا هذا مع هذا قال بعض أطباء الإسلام: إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكل البلح بالتمر، ولم يأمر بأكل البسر مع التمر، لأن البلح بارد يابس، والتمر حار رطب، ففي كل منهما إصلاح للآخر، وليس كذلك البسر مع التمر، فإن كل واحد منهما حار، وإن كانت حرارة التمر أكثر، ولا ينبغي من جهة الطب الجمع بين حارين أو باردين، كما تقدم· وفي هذا الحديث: التنبيه على صحة أصل صناعة الطب، ومراعاة التدبير الذي يصلح في دفع كيفيات الأغذية والأدوية بعضها ببعض، ومراعاة القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة· وفي البلح برودة ويبوسة، وهو ينفع الفم واللثة والمعدة، وهو رديء للصدر والرئة بالخشونة التي فيه، بطيء في المعدة يسير التغذية، وهو للنخلة كالحصرم لشجرة العنب، وهما جميعاً يولدان رياحاً، وقراقر، ونفخاً، ولا سيما إذا شرب عليهما الماء، ودفع مضرتهما بالتمر، أو بالعسل والزبد· ------------------------------------------------------------------------ تفقه في دينك ودنياك السؤال: هل يجوز قراءة الفاتحة خلف الإمام، وهل يوجد لديكم أدلة من أحاديث الرسول؟ الجواب: ليس على المأموم أن يقرأ خلف الإمام إذا سمع قراءته، فإن لم يسمع لكون الصلاة سرية أو لبعده، فالأولى أن يقرأ، والدليل هو قول الله تعالى: ''وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون''، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم ''لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب''، فهذا هو الأصل· أما من كان مؤتما وسمع قراءة الإمام فإن قراءة الإمام تكفيه لحديث: ''من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة''· والله أعلم· ------------------------------------------------------------------------ قرآننا شفاؤنا ''وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءابآءنا والله أمرنا بها، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء، أتقولون على الله ما لا تعلمون، قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون'' الآية 29 من سورة الأعراف· دعاء اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا، وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا من الشاكرين لنعمتك، المثنين بها وقابليها، وأتمها علينا'' آمين· السنة منهاجنا قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: ''ليس الصيام من الأكل والشرب، وإنما الصيام من اللغو، والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك، فقل إني صائم إني صائم''، وقال: ''من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه'' رواه الجماعة· ------------------------------------------------------------------------ لمن كان له قلب: من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم البراق العجيب المشهد الخامس: مضى الرسول فرأى أقواما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم: كُلْ من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا· فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ''من هؤلاء يا جبريل''؟ قال جبريل: هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك، كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا· المشهد السادس: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما تضرب رؤوسهم بالصخر كلما ضربت تحطمت، وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم·· وهكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: ''من هؤلاء يا جبريل''؟ قال جبريل عليه السلام: هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة· المشهد السابع: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما يسترون عوراتهم من الأمام والخلف برقاع وهم يسرحون كما تسرح الإبل· يأكلون الضريع والزقزم ورضف جهنم وحجارتها، فقال عليه السلام: ''من هؤلاء يا جبريل''؟ قال جبريل عليه السلام: هؤلاء هم الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله تعالى شيئا، وما الله بظلام للعبيد· المشهد الثامن: في هذا المشهد يأتي رسول الله على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يزيد عليها، وذلك دليل على كثرة الذنوب التي ارتكبها والمعاصي التي اقترفها، ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''ما هذا يا جبريل''؟ قال جبريل: هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس، لا يقدر على أدائها وهو يزيد عليها أمانات أخرى، وقد دعا الإسلام إلى ردّ الأمانات· المشهد التاسع: في هذا المشهد الذي لو تخيّلناه لكان مرعبا بحق، ولكنه يعبر بصدق عن دور اللسان في حياة المؤمن، فقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوام تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت لا يفر عنهم من ذلك شيء وهذا جزاء من يتكلم بالشر، ويخوض فيه بين الناس فلما رأى رسول الله ذلك قال لجبريل: ''ما هذا يا جبريل''؟ قال جبريل: هؤلاء خطباء الفتنة· المشهد العاشر: هذا المشهد يثير في نفوسنا الراحة ويبعث فيها الاطمئنان والسكينة، فقد مرّ الرسول على أقوام يحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان· وكثرة الحصاد والمحصول على هذا الوجه رمز لجزاء الله سبحانه الذي لا يتناهى، فلما رآهم رسول الله صلى الله ليه وسلم على ذلك سأل جبريل: ''ما هذا يا جبريل''؟ قال جبريل: هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف· ولذلك يشبه الله العمل الصالح في الآية: ''كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء''· المشهد الحادي عشر: هذا مشهد من مشاهد الجنة التي وعد بها المتقون والصالحون، فقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على واد فسيح، فهبت عليه منه ريح باردة طيبة، ورائحة مسك أزكى من مسك الأرض، وسمع من جهته صوتا، فقال عليه السلام: ''يا جبريل·· ما هذا الريح الطيبة الباردة؟ وما هذا المسك؟· وما هذا الصوت؟''· قال جبريل: هذا صوت الجنة تقول: رب ائتني بما وعدتني، فقد كثرت غرفي، واستبرقي، وحريري، وسندسي، ولؤلؤي، ومرجاني وفضتي، وذهبي، وأكوابي، وصحافي، وأباريقي، وكؤوسي، وعسلي ومائي، وخمري، ولبني، فائتني بما وعدتني· فقال عز وجل: لك كل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، ومن آمن بي وبرسلي، وعمل صالحا، ولم يشرك بي شيئا·· ولم يتخذ من دوني أندادا·· ومن خشيني فهو آمن، ومن سألني أعطيته، ومن أقرضني جزيته، ومن توكل عليّ كفيته، إني أنا الله لا إله إلا، أنا لا أخلف الميعاد وقد أفلح المؤمنون، وتبارك الله أحسن الخالقين· قالت الجنة: قد رضيت·· يتبع··· ------------------------------------------------------------------------ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال الدكتور أحمد عبادي: إن الإسلام دين واقعي، تتجلى واقعيته في تصوراته للإنسان والكون، والحياة وتتجلى في تشريعاته·· فالإسلام ينص على أن القدرة هي حد التشريع، الذي يقف عنده، فلا يتحرك إلا معها فإذا انتهت القدرة، وقف التشريع حيث هو لا يتقدم ولا يتأخر ''لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فاتقوا الله ما استطعتم''، فليس هناك ضيق على الإنسان في التشريع·