أوقفا بتهمة التزوير واستعمال المزور وبيع سيارات فخمة يأتون بها من فرنسا، الشخصان الواقفان أمام رئيسة الجلسة لا يعرفان بعضهما البعض، لكن سيارة ''كليو'' ذات الوثائق المزورة هي التي جمعت المتهمين، الأول من مدينة باتنة والثاني من الجزائر العاصمة· تم فتح محضر الإستماع للمتهمين بعدما تلقت الضبطية القضائية اتصالا هاتفيا من الشرطة الفرنسية تعلمها بأن هناك جمعية أشرار مختصة في تهريب السيارات، تقوم بنقلها بوثائق مزورة من فرنسا لبيعها في الجزائر، وعلى إثر هذه المكالمة، تحركت الشرطة وأوقفت في البداية المستورد الأصلي للسيارات، ثم الشخص الذي اشترى إحدى هذه السيارات التي تم إخراجها بطرق غير قانونية من فرنسا· المتهمان الوافقان أمام هيئة المحكمة أكدا للقاضية أنهما لا يعرفان بعضهما البعض، وأنه أعجب بسيارة ''كليو'' التي عرضت عليه للبيع وقام بشرائها، ولم يكن يعرف أنها مسروقة ووثائقها مزورة، وقال أنه تسلم الوثائق بعد أن تمت جمركة السيارة، هنا القاضية تتدخل، ''لكنكم تنقلتم إلى مدينة عنابة؟!'' ''نعم سيدتي القاضية، صاحب السيارة طلب مني ذلك، وهذا بغرض زيارة موثق بعنابة''، إذن لا تعرف أن وثائق هذه السيارة المسروقة مزورة؟'' المتهم يرد بأنه لا يعلم بالأمر ما دامت السيارة غادرت الميناء دون مشكل، القاضية تتدخل من جديد، هل تعرف الشخص الواقف أمامك، لا أعرفه، المتهم الثاني، بدوره ينكر التهم المنسوبة إليه ويقول أنه هو أيضا ضحية، ضحية من يا ترى؟ سؤال أجاب عنه محامي الدفاع الذي قال أن موكله متعود على إدخال السيارات من فرنسا، وأن كل الإجراءات التي يقوم بها قانونية، إنه يا سيدتي ضحية وكيل العبور الذي سلم له ملف جمركة السيارات، هو الوحيد المسؤول، سيدتي الرئيسة للأسف هو الآن في السجن، وهو من يملك الملف، أما موكلي فهو يا سيدتي بريء من تهمة التزوير والمشاركة في جمعية أشرار تقوم بتهريب وبيع السيارات ما دام المتهمان لا يعرفان بعضهما، فلا أرى هنا جمعية أشرار نيتها التزوير واستعمال المزور· ولا نرى حتى الطرف المتضرر هنا، ما دام الشخصان المتهمان في القضية هما من تضررا، وهما من تم توقيفهما في الوقت الذي غابت فيه إدارة الجمارك كطرف مدني، هذا الطرف المدني الغائب باستمرار في كل القضايا الخاصة به والذي يجب الظهور في كل القضايا ولو كانت بسبب كمشة قمح يقول محامي الدفاع، وبطبيعة الحال محامو الدفاع طلبوا البراءة لموكليهما· لكن القاضية تعود بنا من جديد إلى خيوط قضية الحال، وتقول لأحد المتهمين، في محضر الشرطة صرحت بأنك تعرف هذا الشخص، وأنك على علم بأن السيارة مسروقة، وأنك اتجهت إلى عنابة، المتهم يرد يا سيدتي القاضية لقد تعرضت للضرب وهم من حرروا المحضر· القاضية تصمت قليلا قبل أن تأمر بالكلمة الأخيرة، المتهم الأول يا سيدتي القاضية أنا بريء ولا علاقة لي بجمعية الأشرار المهربة للسيارات الفخمة، أنا قمت فقط بشراء سيارة لا أعرف أن وثائقها مزورة، المتهم الثاني كذلك قال بأنه بريء، وفي الأخير أقدمت رئيسة الجلسة على تأجيل النطق بالحكم إلى الأسبوع القادم بعد أن التمست النيابة العامة عاما حبسا نافذا في حق المتهمين، وقبل ذلك طلب محامو الدفاع إعادة المحاكمة من جديد لتكييفها مع وقائع أخرى غير المسجلة في محضر الاستماع·