حضر مع زوجته إلى قاعة الجلسة بمحكمة عبان رمضان، الرجل في قضية الحال متهم من قبل زوجته، لقد رفعت ضده دعوى قضائية بعد أن أهانها ضربا واعتدى بالسلاح الأبيض· الزوجان جنبا إلى جنب أمام رئيسة الجلسة، المتهم حاول تبرئة ذمته من الأفعال المنسوبة إليه، عندما قال للقاضية أن زوجته الضحية في قضية الحال، صفحت عنه، وأن وقائع القضية تعود إلى عام ,2006 وأنه منذ ذلك التاريخ لا يزالان يعيشان مع بعض، لكن القاضية، سألت الضحية: زوجك ضربك، شدك من الشعر والعنق أليس كذلك؟! تتردد الضحية قبل الرد، نعم ضربني، القاضية ثانية، إستعمل سلاحا أبيضا، الضحية لقد سامحته سيدتي الرئيسة، وكنت في حالة غضب شديد عندما تقدمت إلى مركز الشرطة لتقديم الشكوى ضده· في قضية الحال، الخاصة بالضرب لا نعرف إدا تم استعمال سكين أو مقص، فالضحية لم تحدد نوع السلاح الأبيض الذي استعمله زوجها في ضربها لأنها قالت أمام هيئة المحكمة أنها لا تتذكر، وأنها سامحته· وبعد سؤال وجواب جرى بين القاضية والضحية والمتهم، أحالت رئيسة الجلسة الكلمة للنيابة لتقديم طلباتها فطالبت بعام سجنا نافذا في حق الزوج المتهم بالضرب وإهانة زوجته باستعمال سلاح أبيض، ثم أحيلت الكلمة للدفاع الذي تحدث طويلا أثناء المرافعة عن المشاكل العائلية بصفة عامة، وعن الروابط الزوجية وعن خصام وشجار أصبح بالنسبة للمحامي وموكله في طي النسيان، معتمدا في دفاعه عن كلمة العفو والصفح التي نطقت بها الضحية التي ربما فعلت ذلك لحماية نفسها وزوجها من دخول السجن، وبعد تدخل المحامي عاودت القاضية طرح سؤالها على الضحية، هل سامحت زوجك؟! سامحته تقول الضحية· غادر الزوج قاعة الجلسات، وعلى ما يبدو لم يكن راضيا بإدانته بسنة سجنا نافذا، تبعته زوجته وهيه منزعجة وكأنها تقول ''لقد قمت بواجبي وأعلنت العفو عنه أمام الجميع، والكلمة الأخيرة الآن تعود للمحكمة وحدها، ونحن بنفس القاعة وأمام وقائع قضية مشابهة، لكن بمعطيات أخرى، هنا في هذه القضية رفضت الزوجة أن تسامح زوجها رغم اعتذار الزوج المتهم لها، وبصوت ممزوج بالدموع قالت ''لقد عانيت كثيرا، لقد عذبني، كلا لن أسامحه، لن أسامحه''· وبالرغم من معاودة القاضية طرح السؤال على الضحية مرتين حيث قالت لها هل تسامحين زوجك، أصرت الضحية على عدم العفو عنه، وهنا أجابتها القاضية، بهذا كلاكما متهم، فهو يتهمك السب والشتم، إتهام رفضته الزوجة كرفضها للنطق بالعفو عما صدر من زوجها في حقها، غادرت الزوجة القاعة وهي تذرف دموعا غزيرة على أن تعود من جديد إلى محكمة عبان رمضان في الأسبوع القادم للنظر في قضيتها مرة أخرى، لكن على أساس أنها متهمة من قبل زوجها بتهمة السب والشتم·