تحدث، المخرج التركي''سيغان ايرماك''، في هذا الحوار عن الدراما والسينما التركية من وجهة نظر مختصة، حيث أكد أن الدراما التركية ساعدت كثيرا السينما، بالإضافة إلى أن ترجمتها إلى العربية أعطتها بعدا أكبر، كما أكد أن الجرأة والحرية اللتان تتميز بهما السينما التركية صنعتا الفارق· ألا ترى أن الدراما التركية التي اجتاحت الفضائيات العربية هي التي ساعدت على جذب هذا الجمهور؟ هذا صحيح بنسبة كبيرة، فالمسلسلات والدراما التركية المترجمة إلى العربية والتي اجتاحت الكثير من الفضائيات العربية ساعدت بشكل كبير في جلب الجمهور للتقرب أكثر والتعرف على السينما التركية، لكن هذا لا ينفي قوة السينما والدراما التركية في الوقت الراهن· ما هي مميزات الدراما التركية التي حققت بها هذا النجاح؟ يمكن أن نذكر الكثير منها، مثل التاريخ التركي منذ الإمبراطورية العثمانية إلى يومنا هذا والذي ينعكس على المجتمع التركي وعلى المسلسلات التركية بشكل مباشر، فهذا التمازج بين الثقافة العربية الإسلامية والأوروبية يجعل من المجتمع التركي مختلفا وقريبا إلى المجتمع العربي، لكن مع بعض الاختلافات التي تصنع تميز الدراما التركية كالجرأة والحرية الكبيرة في طرح المواضيع التي لا تتطرق لها السينما العربية مثلا· في الحديث على الجرأة، كيف تنظرون للرقابة في تركيا؟ السينما في تركيا تنقسم إلى قسمين، فالسينما في القطاع العمومي مثلا لا تزال تتحفظ على بعض المواضيع، وحتى إذا طرحتها فإن ذلك لن يتم بالجرأة اللازمة التي يريدها المجتمع التركي، لكن السينما الخاصة التي تشكل النسبة الكبرى في الإنتاج والتعامل، فمنذ 20 سنة لم تعد تعاني من مقص الرقيب، فهي تملك حرية كبيرة في التعامل مع الأوضاع والقضايا الحساسة وفق النظرة التي يرى أنها الأصح، وهذا ما ساعد كثيرا في تطوير السينما والإنتاج السينمائي بتركيا· ألا تعتقد أن الترجمة إلى العربية هي التي تصنع هذا الفارق؟ صحيح أن الترجمة إلى اللغة العربية ساهمت بشكل كبير في انتشارها بهذه المنطقة، خاصة الترجمة إلى لهجات عديدة ب الوطن العربي وساعدت كثيرا على نجاح المسلسلات والأفلام، عكس ما كانت ستكون عليه لو ترجمت إلى الإنجليزية أو أي لغة أخرى، فقد أنجزت فيلما منذ خمسة سنوات ترجم إلى العربية بعنوان ''إكليل الورد''، وأعتقد أنه حقق صدى مقبولا في الوطن العربي، الشيء الذي أسعدني كثيرا· إنطلاقا من هذا النجاح، ألا يمكن أن يكون لكم مشروع عمل في الوطن العربي مثلا؟ إلى حد الساعة لا يوجد هناك مشروع واضح المعالم للتعاون السينمائي بيني وبين أي بلد أو مخرج أو حتى ممثل جزائري، وهذا هو الهدف من هذه الزيارة، فسأقيم في الجزائر حوالي 4 أيام، آمل خلالها أن ألتقي بمخرجين جزائريين وممثلين أو منتجين يمكن أن نتعامل مع بعضنا، وإذا تم الإتفاق على أعمال مشتركة سيكون ذلك من دواعي سروري، فالتشابه بين الجزائر العاصمة ومدينة إزمير التي ولدت فيها يحفزني كثيرا على العمل فيها أو عليها·