''المناضلون الجزائريون ساهموا بتحريك النشاط السياسي الفلسطيني في الفترة الممتدة مابين سنة 8491 و9491، غير أن جهودهم لم تترسخ في ذاكرة التاريخ وبقيت مجرد شهادات شفهية، ومن خلال هذا الإصدار حاولت نفض الغبار عن جهود الجزائريين والكشف عن خبايا بطولات الجزائريين التي بالفعل تستحق التقدير''، هذا ما أكده، أمس، عبد الغني بلقيروس حين نزل ضيفا بفضاء الجاحظية لتقديم إصداره الأول ''صفحات من جهاد الجزائريين بفلسطين .''1949 1948 تحدث بلقيروس خلال تقديمه كتابه الصادر عن دار الخلدونية عن الإرهاصات الأولية التي دفعته للكتابة عن المجاهدين الجزائريين الذين ساهموا في إثراء الحركة الجهادية بفلسطين، حيث أكد المتحدث أن الجزائر تملك إرثا تاريخيا وثقافيا كبيرا، غير أن معظم المهتمين لا يدركون قيمة ذلك بسبب انعدام المراجع التي تكشف عن بطولات الجزائريين وتبقى مجرد معلومات شفهية تذوب في ذاكرة النسيان· وفيما يخص الإصدار، تطرق فيه الكاتب إلى بطولات المجاهدين الجزائريين الذين قطعوا مسافة كبيرة مشيا على الأقدام للمشاركة في معارك غزة والقدس، كما تحدث عبد الغني عن المجاهدين الذين عادوا في طليعة الثورة الجزائرية الكبرى، حيث قدم نماذج عن ذلك من خلال تقديم صور لهؤلاء وبعض الشهادات من عائلاتهم، ومن بين هؤلاء الشهيد علي بن قربان والشهيد محفوظ الهواري والشهيد علي نايلي، إلى جانب المجاهدين كمحمود عيساوي وصالح مناح التبسي· وفي السياق ذاته، أكد الكاتب أنه بذل مجهودات كبيرة للوصول إلى الحقائق، وذلك من خلال تنقله إلى أكثر من قرية بالقطر الجزائري من أجل تقديم الدعم الكافي لكتابه، والذي اعتبره اللبنة في سد فراغ التاريخ للجزائر· ما يلاحظ في الكتاب أنه مدعم بصور ووثائق لم يسبق نشرها، والتي تدل على أن الجزائريين لم يتخلوا عن القضية الفلسطينية حتى وهم يعيشون تحت غبن الاستعمار الفرنسي، كما قدم بلقيروس في كتابه نماذج عن المجاهدين الجزائريين المهاجرين بفلسطين أمثال الشهيد محمود سليم صالح والشيط أحمد الصديق اللذان لاتزال جذورهم الجزائرية من خلال تواجد أحفاد أحفادهم، مما أصبح يطلق على المكان القطنيين بحي المغاربة· للإشارة، ''صفحات من جهاد الجزائريين بفلسطين'' يعتبر أول إصدار للكاتب، كما له كتاب آخر بعنوان ''ديوان الشهيد أحمد أرسلان'' سيصدر عن قريب·