كرّمت "اوريزون" بمناسبة الثامن مارس الناجيات من الإعدام بالمقصلة خلال الفترة الاستعمارية، حيث أكدت مديرة النشر باليومية نعمة عباس، أن هذه المبادرة هي إلتفاتة بسيطة لإحياء الذاكرة الوطنية وإعادة الاعتبار، كما قالت لمن "أهدين شبابهن وضحين بحياتهن من أجل الوطن وأعطين درسا في الشجاعة لجلاديهن". تواصل يومية "اوريزون"عملها لإحياء الذاكرة الوطنية وإعادة الاعتبار لأسماء، أماكن تواريخ وحوادث نسيها التاريخ أو تناساها من خلال البحث والتنقيب عليها، مع التركيز على إبراز ما قدمته المرأة الجزائرية وما ساهمت به من نضال من أجل الجزائر سواء كانت من المدينة أو الريف، أمية أو متعلمة، كلهن كتبن أسماءهن بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر. وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة ولثالث سنة حرصت يومية "لوريزون" على التأسيس لثقافة الاعتراف للمرأة وتكريس إحياء الذاكرة الوطنية، من خلال نفض الغبار على نضال فئات مختلفة من المجتمع الجزائري، حيث كانت البداية مع الصحفيات ثم الممرضات وفضلت اليومية أن تكرم في الطبعة الثالثة المحكوم عليهن بالإعدام أو جميلات "رواق الموت" في سجن بربوس، وهن ستة نساء: جميلة بوحيرد، الجوهر أكرور، جاكلين قروج، زهية خلف الله، جميلة بوعزة وباية حسين. لهذا الغرض نظمت "اوريزون" حفلا تكريميا بمتحف المجاهد على شرف هؤلاء المجاهدات، للتذكير بما قدمهن من أجل الجزائر متحدين كل الظروف والتقاليد، بالإضافة إلى إجرام المستعمر الذي انبهر بشجاعتهن. وفي كلمتها الافتتاحية حيّت مديرة النشر ليومية "اوريزون" نعمة عباس المرأة المجاهدة التي بفضل تضحياتها الجسام تنعم اليوم المرأة الجزائرية بالاستقلال، مذكرة بأنهن "أهدين شبابهن وضحين بحياتهن من أجل الوطن وأعطين درسا في الشجاعة لجلاديهن"، مضيفة "نكرم اليوم هؤلاء النساء الشجاعات اللاتي بفضل نضالهن نحن اليوم جزائريات واقفات". ومن جهته نوه كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي بمبادرة يومية "اوريزون" التي كما قال "تساهم بوعي كبير في إزالة الغبار عن جزء كبير من ذاكرة الجزائريين والذاكرة التي تخص المراة بالذات"، حيث تأسف كون الجزائر تصنع التاريخ لكنها لا تكتبه، داعيا في هذا الجانب إلى تكثيف اللقاءات الخاصة بدور المرأة ومساهمتها في حرب التحرير الوطني سواء كانت من المدينة أو الريف أو من جنسية أجنبية. كما شدّدت الأستاذة الجامعية مليكة القورصو في مداخلتها حول نضال المرأة، أن المرأة لم يتوقف نضالها منذ نهاية القرن ال19، كما ذكرت بالكثير من المجاهدات كفاطمة نسومر، كما أشارت إلى الشهيدة زهرة رقي التي سقطت في مظاهرات 8 ماي 1945 بقالمة والشهيدة فطيمة بدّار 15 سنة، التي استشهدت في مظاهرات 17 أكتوبر 1961، حيث تأسفت كون التاريخ الجزائري أهمل الكثير من بطولات المرأة، لأنه كتب من طرف الرجال وأكدت أن "هذا النوع من اللقاءات يسمح برد الاعتبار لهن وتسجيل أسمائهن في سجل التاريخ"، مشيرة إلى قلة البحوث التي تتناول هذا الجانب. في نفس السياق أوضحت القورصو أن "التاريخ الرسمي يقدم صنفين من النساء المناضلة الفدائية (في المدينة) والمجاهدة (في الجبل)، لكنه نسي فئة المناضلات المدنيات التي تضم "آلاف النساء المجهولات"، منهن التي تأوي المجاهدين في بيتها وأخرى تطهو والتي تخيط و غيرها من أنواع النضال".